تونس الآن
قد يكون الأمر مهمّا على الصعيد الديبلوماسي أن يقدّم الرؤساء التونسيون الثلاثة تعازيهم ومواساتهم للشعب اللبناني الشقيق من خلال ما عبّروا عنه للمسؤولين اللبنانيين، لكنّ الأهمّ أن ننتبه إلى كيفية تقديم تلك التعازي. فقد أبرق الرئيس قيس سعيد إلى نظيره اللبناني ميشال عون مساء الثلاثاء معزّيا، ثمّ اختار راشد الغنوشي رفع جرعة التضامن باعتماد الهاتف كوسيلة اتصال حديثة وحيّة حين هاتف نبيه بّري رئيس مجلس النواب اللبناني. أمّا إلياس الفخفاخ، ولكيّ يرفع هو الآخر التحدّي الاتصالي، فقد نزل ضيفا على سفير لبنان بتونس بمقرّ إقامته، واختار تقديم التعازي مباشرة بالمصافحة ودون كمّامة (ربّما لضمان وصول حرارة التعازي كاملة إليه).
مثل هذا التنوّع الاتصالي يلخّص احترام تونس للتدرّج في المسؤوليات السياسية (بما أنّ الاتصالات الثلاثة احترمت تراتبية البروتوكول)، ثمّ إنّها عكست المزايدة بين المسؤولين الثلاثة الكبار في الدولة باختيار نوعية الاتصال المعتمد.
هل في هذا الأمر ما يريب؟
لا، أبدا، بل هو مرآة لواقع سياسي نعيشه ونعي أبعاده منذ أشهر.
ناجي العباسي