صدر مؤخرا للشيخ الدكتور إبراهيم الشايبي كتاب حمل عنوان” ما هكذا كنتَ تُفتينا !!” أبرز في توطئته أنه “مال كل الميل لموضوع الفتوى في علاقتها بالمتغير لما يكتسيه من جدارة وراهنية عند طلبة الدراسات العليا للعلوم الإسلامية على اختلاف رسائلهم البحثية ، وليقيني أيضا بأن قضايا الفتوى وما ينسل منها من استتباعات وما يطرأ عليها من متغيرات أضحت مجالا خصبا للبحوث الشرعية”.
وقد تناول الدكتور الشايبي موضوع الإفتاء وما يحيط به من متغيرات جغرافية وثقافية وشخصية وفي علاقة بمواضيع ومسائل من الحياة اليومية دون أن يفوته التعريج على الفتاوى في زمن الأزمات أو الأوبئة من خلال تحليله لفتاوى رسمية وغير رسمية في علاقة بفيروس كورونا.
كما استند في بحثه إلى عديد الأحاديث النبوية في علاقة بإشكاليات تعترض الإنسان في حياته مستخلصا أهمية الاخذ بعين الاعتبار “المتغير” وما أسماه بـ “الذهنية الإفتائية التي لا تضيق بالمستجدات” وكمثال خلص فيما يتعلق ببعض التقاليد والعادات التي يرى البعض أن الخروج عنها هو خروج عن الإسلام إلى أنه يتوجب على الفتوى “أن تتغير بتغير العرف الثقافي، فتضيّق على المتشددين، وتوسّع على المترخصين دون أن تجعل الفتوى من الزفاف الصامت (أي بلا مظاهر احتفالية) عنوانا للعرس الإسلامي وكأن ما سواه غير إسلامي”.
كتاب قيم أولا لأنه يتصدى لمسألة في غاية الأهمية خصوصا في هذا الزمن ولطالما مثل الإفتاء ومن ثمة الفتوى إشكالية في المجتمعات الإسلامية خصوصا مع تحديات الحاضر وتشعبها وثانيا لأن الدكتور لم يتعامل مع الإفتاء كوصي ومحاولة المحافظة على أسسه وأطره التقليدية التي حالت ومازالت تحول دون دخول الإفتاء العصر ومتغيراته من بابه الواسع وبالتالي حرص الباحث على أن تكون الفتوى تفاعلا مع الواقع لا أن تكون بالضرورة صدامية معه.