حين وثّق أحد متساكني مدينة طليطلة الأندلسية لحظة استثنائية لرجل (وقد يكون شابا متهوّرا) وهو متنكر في هيئة كلب من نوع الكانيش ويمشي على أربع لم يكن ليتخيّل أن تصبح التي التقطها علامة بارزة فد تظلّ عالقة بمخيلة الملايين من روّاد “تويتر”، وقد تبقى من الذكريات الطريفة لوباء ضغط على عنق الإنسانية حتى كاد يقتلع منه “البلحوح”… حين ينقشع عنّا الغمام وسيفعل…
كلب يا “سي وخينا”؟… كلب؟…
هل خرجت تبحث عن علبة سجائرك المفضلة بعد أن أفرغت كل محلات “الحومة”؟ أم هو موعد غرامي مع حبيبة القلب التي تقطن في الحي المجاور؟… أم أنّك غامرت بمحاولة الاطمئنان على جدّ وجدّة أو أمّا وأبا تبرّهما لأنّ زوجتك رفضت احتضانهما ورعايتهما فلاقيتهما حين عزّ اللقاء…
لا تهمّنا تفاصيل ما كتمت في صدرك عنّا وعن غيرنا، ما يحزّ في نفسي شخصيّا هو فشلك الذريع في مراوغة القانون حتّى وإن لم يضبطك شرطي “بالكمشة”… الهواتف الجوّالة فرق جوّالة هي الأخرى تكشف المستور وتجعل الكلب كنيتك مستقبلا بين أبناء الحيّ وزملائك في العمل أوالدراسة حين تعود إليهم بعد أن ينقشع عنّا الغمام وسيفعل… جاء الكانيش… ذهب الكانيش… حبيبي يا كانيش !
كلب يا ابن طليطلة؟… مهد المدنية حين كان سادة الإمارات الشمالية يتوحّدون ويتوحّشون للانقضاض على أنقاض المدائن الوردية في الأندلس. لم تقرأ تاريخ مدينتك العظيمة ورجالها الذين لم يتنكروا مثلك في هيئة كلاب، بل واجهوا فيروس العدائية المفرطة لخنق الأندلس قلبا بعد قلب ورئة بعد رئة… واجهوا كلّ ذلك ورحلوا مدافعين عن شرفهم أو فارّين بدينهم ولم يتخفوا مثلك بكلّ انهزامية
أنت لم تتعظ من التاريخ ولم تصبر على البلاء، ولا أتمنى أن يفعل أحد منّا ما فعلت أنت بنفسك… على الأقل لن يختار هيئة كلب… أتمنّى ذلك من كلّ قلبي لأنّ كورونا ينبح ويعضّ.
ناصح