استدعت الخارجية الأمريكية أمس السفير الصيني، على خلفية اتهام مسؤول […]
استدعت الخارجية الأمريكية أمس السفير الصيني، على خلفية اتهام مسؤول في وزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة بالوقوف خلف ظهور فيروس كورونا الذي انتشر في الصين أواخر 2019.
“الجيش الأمريكي مسؤول عن فيروس كورونا وانتشاره في الصين”، كان هذا أهم التصريحات من الحكومة الصينية تجاه أمريكا بخصوص الفيروس.
وكان تشاو ليجيان المسؤول في وزارة الخارجية الصينية، عبر في مواقع التواصل الاجتماعي، على أن أمريكا مدينة بالتفسير حول تفاصيل المصاب الأول بكورونا لديها طالبا إياها بالشفافية، متحدثا عن مؤامرة تحاك ضد الاقتصاد الصيني، غير أن رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ، التعليق على اتهامات تشاو، يكشف بشدة براغماتية الصين في التعامل مع التصريحات في وقت الأزمات.
يبدو أن تشاو لم يكن المسؤول الوحيد متبني هذه الفكرة فالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو كان قد أعلن مسبقا على أن فيروس كورونا المستجد هو اختراع بيولوجي يستخدم كسلاح ضد الصين.
وتراوحت هذه الاتهامات من مؤيد الى رافض للنظرية، حيث ارجعت نبيلة منيب الاشتراكية اليسارية والأمينة العامة للحزب الاشتراكي الى أن المؤامرة من الصين للعالم، لتصدير الادوية ضد هذا الفيروس.
تعود بنا هذه الاتهامات الى اتهام روسيا الولايات المتحدة بالوقوف وراء الايدز سنه 1983، حيث قال جهاز المخابرات السوفياتي السابق “كي جي بي ” أن أمريكا طورت الايدز وجربته على السجناء ثم ألقت المسؤولية على افريقيا، رغم نفي العلماء.
ومع ظهور “الايبولا” نفس الاتهامات وجهت لأمريكا حول وقوفها وراء هذا الوباء في الدول الافريقية.
ومن صلب البيت، اتهامات ضد الولايات المتحدة الامريكية من النائب “كريس سميث” حيث قال أنه تم إجراء أبحاث مهمة في منشآت حكومية أمريكية لتحويل القراد والحشرات الأخرى إلى أسلحة بيولوجية، والذي تم بعده فتح تحقيق في استخدام “البنتاغون” حشرة القراد كسلاح بيولوجي، على إثر داء اللايم.
نظريات المؤامرة، غالبا ما يقع الحديث عنها في بداية الأمر قبل أن تصبح “مصيبة عامة”، ووفقاً للعالم السياسي مايكل باركون، تعتمد هذه النظريات على فكرة أن لا شيء يحدث بالصدفة، ولا شيء يكون كما يبدو عليه، وكل شيء مرتبط ببعضه، فعلى مر العصور مر العالم بعدة أوبئة، تعود معظمها كما زعم الناس قديما لمجموعة ناشطة في السر للسيطرة على بلاد أو منطقة جغرافية معينة، من أهم هذه الأوبئة ما حدث في القرن 14 المعروف بـ “الموت الأسود” عندما اجتاح الطاعون أوروبا، وظهرت شائعات حول تسميم آبار من قبل اليهود للسيطرة على العالم.
كورونا، رعب هذه السنة الذي على أثره تدهورت عدة أسواق عالمية كبرى وتقلص نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.5 بالمئة، بحسب بيان صادر أمس عن المفوضية الأوروبية، وانكمش الاقتصاد الاوروبي والاقتصاد الصيني حيث تسبب في تعطيل سلاسل التصدير والاستيراد وتباطؤ في حركة النقل الجوي والبحري، بينما لا يهدد الفيروس الاقتصاد الأمريكي الا بنسبة قليلة وذلك لأنه قائم بالأساس على النشاط المحلي (نسبة 85 بالمئة من اجمال النشاط الاقتصادي).
فيروس كورونا المستجد لم يكن خطرا اقتصاديا فحسب بل وضع حدا لحياة أكثر من 5000 شخص فيما يصل عدد المصابين حول العالم لـ 146 ألف حالة مؤكدة.
كورونا الغت فكرة الحدود الجغرافية حيث انها لم تستثني منطقة من القارات السبع، كما انها الغت فكرة الحصانة السياسية حيث ضربت رئيس البرازيل ونوابا إيرانيين ووزراء اسبانيين كما تسللت أمس الى مقر الأمم المتحدة.
فيروس كورونا بين هلع العامة وتحدي العلماء وتراشق القوات الاقتصادية الكبرى في العالم، تبقى الأيام وحدها فاصلة حول سبب تواجد الفيروس وانتشاره في العالم، ان كان مؤامرة ضد الأبرياء أو غضب على الانسان من الطبيعة.
آمال هاني