رأي: فاز رجب طيب أردوغان في انتخابات الرئاسة في تركيا، وتلقّى أردوغان بالمناسبة برقيات التهاني من العواصم العربية ما عدا عاصمتين.
تونس الآن
فاز رجب طيب أردوغان في انتخابات الرئاسة في تركيا، وتلقّى أردوغان بالمناسبة برقيات التهاني من العواصم العربية ما عدا عاصمتين.
ونشرت وكالة “الأناضول” التركية، صورة لزعماء ورؤساء حكومات الدول العربية، الذين قدموا التهاني تصدّرها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وانتهت بالرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزناوي، فيما لم تتضمّن الرئيسين التونسي قيس سعيّد والسوري بشار الأسد.
أوّل الغائبين عن طابور المهنئين الرسميين العرب هو رئيس الجمهورية قيس سعيّد الذي لم يرسل برقية تهنئة لأردوغان بمناسبة فوزه في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية، علما وأن أردوغان كان من أول المهنئين بفوز سعيد في الانتخابات الرئاسية عام 2019 ثم ادى زيارة رسمية لتونس.
يشار إلى أن سعيّد حظي في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية آنذاك بدعم حركة النهضة القريبة من أردوغان، وأن العلاقة بين سعيّد والحركة كانت تتسم بالتعاطي الحذر طيلة عامين تقريبا حتى أعلن الرئيس في 25 جويلية 2021 عن إجراءاته الاستثنائية والتي شكّلت اخر مسمار دق في نعش تلك العلاقة.
وفي السنة المنقضية (2022) الماضي، عرفت العلاقات التركية التونسية أزمة دبلوماسية، بسبب بيان صادر عن أردوغان انتقد فيه حل البرلمان التونسي من قبل الرئيس قيس سعيد، بيان ردّت عليه تونس باستدعاء وزارة الخارجية لسفير أنقرة احتجاجا على تصريحات أردوغان.
واعتبرت الوزارة حينها أن ما صرّح به الرئيس التركي يعدّ تدخلا “غير مقبول في الشأن الداخلي ويتعارض تماما مع الروابط الأخوية التي تجمع البلدين والشعبين ومع مبدأ الاحترام المتبادل بين الدول”.
وتواصل التوتّر في العلاقات الرسمية بين نظامي سعيّد وأردوغان بسبب حملة الايقافات التي شهدتها تونس ضمن ما يعرف باسم قضية التآمر على أمن الدولة والتي طالت عددا من رموز وقيادات حركة النهضة على رأسهم رئيسها راشد الغنوشي مما حدا بالرئيس التركي إلى التصريح مجدّدا بدعمه للحركة ولـ”صديقه وأخيه ” الغنوشي وهو ما لم يستسغه الرئيس سعيّد واعتبره مرة أخرى تدخلا سافرا في الشأن الداخلي التونسي وفي سير قضية منشورة أمام القضاء.
كما يشار إلى أن هذه التطورات تأتي في وقت يُطالب فيه اقتصاديون بمراجعة عجز ميزان المدفوعات الخارجية والميزان التجاري وخاصة مع الصين وتركيا اللتين أسهمتا بنحو 2.7 مليار دينار من اجمالي 3.8 مليار دينار من إجمالي العجز وتحميهما اتفاقيات تجارية لا تستفيد منهما تونس وفق تقديرهم، وهو ما يعني أن الانعكاسات الحقيقية لهذا التوتر قد تتجاوز الجانب السياسي وتلقي بظلالها على المستوى الاقتصادي.
أمّا في ما يتعلّق بالرئيس السوري بشار الأسد فإنه وعلى الرغم من تصريحاته قبيل الانتخابات التركية، التي أكّد من خلالها استعداده للقاء أردوغان فإنه مازال يشترط انسحاب القوات التركية من سوريا مقابل تأكيد الرئيس التركي على أن بلاده ستحافظ على وجودها في شمال سوريا، ولن تقبل طلب الرئيس السوري بالانسحاب.
هذا الرفض كان حاسما بالنسبة لبشار في موقفه من رئيس تركيا وقد تكون له ارتداداته العسكرية الميدانية في شمال تركيا خاصة مع تعالي الأسواط في صفوف أكراد سوريا المطالبين لبشار بالتدخّل عبر جيشه وديبلوماسيته لحمايتهم من تكرّر الاعتداءات التركية على أراضيهم.
حمزة حسناوي