بدأ الاقتتال بين أكبر مجموعتين مسلحتين الأكبر في الغرب بعد ساعات من احتجاز “الردع” لقائد “444” محمود حمزة، وذلك في منطقة عين زارة جنوب العاصمة، ثم امتدت إلى محيط عمارات منطقة الطبي بطريق الشوك، وهناك دارت حرب شوارع مع وصول معدات عسكرية ثقيلة خاصة بـ”444″، وفق المصادر.
وشوهدت أعمدة النيران تتصاعد من منطقة الطبي قرب محطة الوقود هناك، فيما لم تتمكن سيارات الإطفاء من الاقتراب في ظل كثافة تبادل إطلاق النار، ورصد أهالي وصول جرحى إلى أحد المستشفيات تابعين لـميليشيا الردع، كما تبادل الطرفان إعلان “أسر أفراد” خلال المواجهات، وفق المصادر.
وخرجت استغاثات من تلك المنطقة وأيضا في عين زارة حيث سقطت قذائف على محل تجاري شهير هناك ما أسفر عن وقوع إصابات بين المدنيين، وسمع صوت رماية قوي في طريق الجبس، في حين تتزايد المخاوف بشأن دخول مجموعات مسلحة أخرى حليفة للطرفين على خط المواجهات ما ينذر بكارثة حقيقية، وفق المصادر.
وتظهر هذه المواجهات مجددا الغياب التام لمؤسسات الدولة في المنطقة الغربية، ورغم الصبغة الرسمية التي أعطيت لهذين التشكيلين إلا أنهما أثبتا بمواجهات اليوم إنهم مجموعات ميليشياوية غير نظامية، حسب ما يراه المسؤول الإعلامي بـالجيش الوطني الليبي عقيلة الصابر.
وفي ظل تلك الاشتباكات، وتبادل إطلاق النار وأسر الأفراد من كلا الجانبين، يقع المدنيين ضحية لتلك التوترات، كما يشير الصابر، حيث استهدفت قذيفة طائشة متجر مكتظا في منطقة عين زارة، في الوقت الذي يشتد فيه تبادل إطلاق النار بالمنطقة وأيضا في شارع صلاح الدين.
كما قررت شركة برنيق للطيران تعليق رحلاتها من مطار معيتيقة الدولي حتى إشعار آخر، وذلك في ظل المخاوف من امتداد الاشتباكات إلى المطار الذي يخضع حاليا لسيطرة ميليشيا “الردع”، كما أشارت إدارة المطار إلى مساعي شركات الطيران الأخرى من أجل نقل طائراتها منه.
وأعلن مركز طب الطوارئ والدعم حالة النفير العام استعدادا لأي طارئ في ظل تطور الأوضاع المسلحة بالعاصمة طرابلس، وخصص عددا من الأرقام من أجل تلقي استغاثات العائلات.
يشار إلى أن ليبيا لم تنعم إلا بقليل من السلام أو الأمن منذ انتفاضة 2011، التي دعمها حلف شمال الأطلسي، وانقسمت في 2014 بين فصائل متحاربة في الشرق والغرب.
واليوم الثلاثاء، أعربت الأمم المتحدة عن “قلق بالغ” حيال التطورات الأمنية التي تشهدها طرابلس وتأثيراتها “الوخيمة” على المدنيين.
ودعت الأمم المتحدة إلى الوقف الفوري للتصعيد في طرابلس ووضع حد للاشتباكات المستمرة.
سكاي نيوز