وطنية: المنطقة العربية وايطاليا تواجهان اليوم تحديات معقدة وغير مسبوقة، مثل تغيّر المناخ، وتسارع التحول الرقمي، والحاجة إلى تحقيق نمو اقتصادي شامل
أكّد رئيس اتحاد الغرف العربية، رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية سمير ماجول، خلال افتتاح أعمال المنتدى الاقتصادي العربي – الإيطالي الذي عقد اليوم الثلاثاء 28 جانفي 2025 في روما- إيطاليا، بتنظيم مشترك بين الغرفة العربية الإيطالية المشتركة واتحاد الغرف العربية، وبحضور أمين عام اتحاد الغرف العربية الدكتور خالد حنفي، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ورئيس الغرفة العربية الإيطالية المشتركة بيترو باولو رامبينو، ورئيس اتحاد الغرف التجارية الإيطالية أندريا بريتي، وعميدة السفراء العرب في روما السفيرة أشمان عبد الحميد الطوقي، بالإضافة إلى شخصيات رسمية واقتصادية من الجانبين العربي والإيطالي، أنّ “المنطقة العربية وايطاليا تواجهان اليوم تحديات معقدة وغير مسبوقة، مثل تغيّر المناخ، وتسارع التحول الرقمي، والحاجة إلى تحقيق نمو اقتصادي شامل. ومع ذلك، فإن هذه التحديات تمثل أيضاً منصات انطلاق لفرص واعدة تتيح لنا إعادة رسم ملامح تعاوننا وتعزيز نقاط قوتنا المشتركة، بما يساهم في تحقيق قيمة مضافة تمتد عبر الحدود”.
ونوّه إلى أهميّة “تسليط الضوء على ثلاثة ركائز أساسية لتعاوننا المشترك، الركيزة الأولى تقوم على الاستدامة كأولوية استراتيجية، حيث أنّ مواجهة تحديات ندرة الموارد المائية والتغيرات المناخية تتطلب اعتماد تقنيات مبتكرة، مثل الزراعة الذكية والطاقة المتجددة، مما يمنحنا الفرصة لقيادة التحول نحو تنمية مستدامة عالمياً. أما الركيزة الثانية فتقوم على التحول التكنولوجي، حيث أنّ المزج بين الخبرة الإيطالية في التكنولوجيا المتقدمة ورؤية العالم العربي التنموية الطموحة يمثل أساساً قوياً لابتكار حلول تعزز مرونة اقتصاداتنا وتجعلها قادرة على مواجهة تحديات المستقبل. بينما تقوم الركيزة الثالثة على الاستثمار في العنصر البشري إذ يبقى الإنسان هو المورد الأكثر قيمة في شراكتنا، من خلال تعزيز التعليم، وتطوير المهارات، وتعزيز التبادل المعرفي بين منطقتينا، لنضمن بناء مجتمعات أكثر شمولاً وقوة”.
وشدد على أنّ “اتحاد الغرف العربية يواصل التزامه بدعم التكامل الاقتصادي وتعزيز المبادرات التي تُسهم في تحقيق الازدهار المشترك. وفي هذا الإطار، تُعد إيطاليا شريكًا استراتيجيًا ومسارًا حيويًا للابتكار والنمو المستدام”.
من جانبه أكّد أمين عام اتحاد الغرف العربية، الدكتور خالد حنفي أنّ “منتدى الأعمال الإيطالي العربي يمثّل منصة حيوية لبناء علاقات تجارية متميزة، حيث شهدنا عام 2023 فقط تجاوز حجم التجارة بين إيطاليا والدول العربية 50 مليار يورو، بزيادة قدرها 12 في المئة مقارنة مع العام 2022”.
وشدد على أنّ “النمو الملحوظ يعكس مدى الإمكانيات الواعدة التي يمكننا استثمارها، خاصة في مجالات حيوية مثل التمويل المستدام، البنية التحتية، والتحول الرقمي”، لافتا إلى أنّ “شراكتنا لم تعد اليوم خياراً بل ضرورة. فمع توقع نمو الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة العربية بنسبة 4.1 في المئة هذا العام، وتربّع إيطاليا في المرتبة الثالثة كأكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، أصبح الوقت مثالياً لتعميق شراكاتنا وتوسيع تأثيرها. ويأتي هذا المنتدى بمثابة مساحة للنقاش وأداة لتعزيز رؤية مشتركة. فمن الابتكارات الإيطالية في تقنيات البناء الأخضر، إلى التطورات الزراعية التقنية في العالم العربي لمواجهة ندرة المياه، فإنّ كل قطاع نناقشه اليوم يسهم في تعزيز أسس التنمية المستدامة”.
ولفت أمين عام الاتحاد إلى أنّ “رؤيتنا في اتحاد الغرف العربية تمتد إلى ما هو أبعد من الحدود، لتحقيق نمو صامد وشامل. من خلال مبادرات مثل “خطة ماتيي”، إذ نحن على أعتاب مرحلة جديدة من التعاون، لا تقتصر على إيطاليا والدول العربية فحسب، بل تمتد أيضاً لتشمل جيراننا في القارة الإفريقية. وبذلك، نعالج قضايا ملحة مثل التكيف مع تغير المناخ وتحقيق النمو العادل والشامل”.
من جهته أكّد أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، على عمق العلاقات العربية – الإيطالية الضاربة في الجذور، منوّها بتطوّر العلاقات الاقتصادية بين الجانبين في السنوات الأخيرة، ومعتبرا أنّ “مواقف إيطاليا تجاه القضايا العربية هي مواقف متوازنة، وقد برز ذلك بوضوح خلال الآونة الأخيرة، ولا سيّما خلال الحرب على غزّة ولبنان، وهذا ما يفتح آفاقاً جديدة لمزيد من التعاون والفرص الواعدة على صعيد المشاريع الاقتصادية والتنموية المختلفة والمتنوعة التي تحقق أهداف الجانبين العربي والإيطالي”.
ونوّه إلى أنّه “في الوقت الذي تحتاج فيه المنطقة العربية إلى اكتساب خبرات جديدة في المجالات ذات الصلة بالتكنولوجيا المتقدمة، فإن الجانب الإيطالي أيضاً دون شك يحتاج إلى ضخ حيوية جديدة في اقتصاده بعد سنوات صعبة عصفت بالاقتصاد العالمي بشكل عام منذ تفشي جائحة كورونا وما تلاها من توترات جيوسياسية في الفضاء الأوروبي.
قال : “أظن أن السوق العربي الواعد بإمكانياته يعد وجهة مثالية لإيطاليا، ليس فقط كسوق استهلاكي ضخم، وإنما بالأساس كوجهة للاستثمار والشراكة والتوظيف في العديد من المشاريع الناشئة والقطاعات الواعدة كالطاقة (الهيدروكربونية والنظيفة على حد سواء) وتكنولوجيا المعلومات والصناعات التقليدية وغيرها الكثير من القطاعات الواعدة”.
كذلك ألقى كل من رئيس الغرفة العربية الإيطالية بيترو باولو رامبينو، ورئيس اتحاد الغرف التجارية الإيطالية أندريا بريتي، وعميدة السفراء العرب في روما السفيرة أشمان عبد الحميد الطوقي، كلمات في افتتاح أعمال المؤتمر، وقد ركّزت الكلمات على وجوب تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين إيطاليا والعالم العربي، في مختلف المجالات والقطاعات ولا سيّما في القطاعات التكنولوجية. وأهمية الانتقال بالعلاقة بين الجانبين من الواقع الراهن إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، نظرا للإمكانات والقدرات التي تختزنها كل من إيطاليا والعالم العربي.
وكان أمين عام الاتحاد الدكتور خالد حنفي، التقى مدير الوكالة الإيطالية للترويج، بحضور رئيس الغرفة العربية الإيطالية المشتركة بيترو بأول رامبينو، حيث جرى البحث في سبل تعزيز التعاون بين القطاع الخاص العربي والإيطالي من خلال اتحاد الغرف العربية والوكالة الإيطالية للترويج، وذلك في العديد من القطاعات والمجالات.
ولفت حنفي إلى أنّه “تمّ الاتفاق خلال الاجتماع على وجوب إنشاء تحالفات مشتركة، وضرورة تعزيز الوكالة الإيطالية للترويج نشاطاتها في المنطقة العربية، عبر إقامة شراكات مع الحكومات والقطاع الخاص العربي، وذلك من خلال مشاريع التكنولوجيا حيث تعدّ الشركات الإيطالية رائدة في هذا المجال. بالإضافة إلى التعاون في إنشاء مناطق وتجمعات صناعيّة في الدول العربية، بما يساهم في تعزيز الاستثمارات المتبادلة بين الجانبين العربي والإيطالي”.