تونس الآن
تونس الآن
يُعتبر سمير الشفي الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل ثاني شخصية نقابة تدعو رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى إعلان موقفه من مبادرة الاتحاد الهادفة للخروج بالبلاد من الازمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وذلك بعد دعوة مماثلة كان قد توجه بها في أواخر الأسبوع الماضي الناطق الرسمي سامي الطاهري.
ولئن رأى الشفي أنه لا توجد مؤشرات تفيد بعدم تفاعل رئاسة الجمهورية مع مبادرة الاتحاد إلا أن واقع الحال وتحديدا صمت قصر قرطاج يطرح علامات استفهام بخصوص مصير المبادرة التي يعول اتحاد الشغل عليها كثيرا في سياق انشغال الأحزاب بمسائل سياسوية بعدية كل البعد عن اهتمامات التونسيين ومشاغلهم.
ويبدو أن قيس سعيد بصدد بصدد البحث عن مخرج يمكنه من الإمساك بزمام المبادرة بعد أن أهدر فرصة الدعوة إلى حوار بما يتماشى مع دوره كمجمّع للتونسيين لكن انشغاله على الأرجح بالمسائل السياسية والدستورية بخصوص مستقبل الحكومة حال دون الحسم في مصير المبادرة.
بل إن تعمد رئيس الجمهورية التأكيد على رفضه تشريك “الفاسدين” في حوار وطني من شأنه أن يجل جانبا من الطبقة السياسية ترفض فكرة الإقصاء “المبرمج” لأحزاب معينة، كما أن قبوله بمبادرة الاتحاد سيجعل من المنظمة النقابية طرفا فاعلا على الساحة السياسية ولا شك أن قيس سعيد يدرك جيدا قوة اتحاد الشغل ومدى قدرته على توجيه الأمور في البلاد.
ولا يجب التغافل عن شعور اتحاد الشغل بأنه أضحى القوة الوحيدة في البلاد وهو ما جعل المتحدث باسمه يعلن صراحة مؤخرا أن إقالة والي جندوبة ليست مطلبا شعبيا بل أمر وهو ما يمثل ضربة مباشرة إلى السلطة التنفيذية و”تتفيها” لصلاحياتها التي قلما حاول الاتحاد المس منها خارج سياق المفاوضات الاجتماعية.
فعل أصبح رئيس الجمهورية يخشى تنامي نفوذ الاتحاد الذي أصبح حاليا يعتبر دوره محوريا في ظل تردد قيس سعيد في الأخذ بزمام الأمور واكتفائه بالتحذيرات؟
لا يبدو أن اتحاد الشغل في غفلة مما يأمله رئيس الجهورية من لا مركزية تسمح للديمقراطية واتخاذ القرار من الانطلاق من القاعدة الشعبية ومع ذلك لم يعلن أي موقف بخصوص ذلك في السباق لكنه انتهز فرصة تنامي ظاهرة الاعتصامات والاحتجاجات وظهور التنسيقيات ليؤكد رفضه للجان الشعبية.
وهنا لا بد من التمعن كيفية تمرير الاتحاد موقفه في ظل تنامي الاحتجاجات من اللجان الشعبية حيث لم يتردد نور الدين الطبوبي من القول إن تحركات اللجان الشعبية الجديدة وراءها توجه سياسي وذلك في إشارة مباشرة إلى تنسيقيات الاحتجاجات في عديد الجهات التي أعلن
الاتحاد رفضها.
وكان الطبوبي قد قال “توجد هياكل في المجتمع المدني وثمة طيف سياسي ناشط لتأطير الناس ويكون الى جانب مطالبهم، ونعتبر أنه من غير المعقول تركيز تنسيقيات في كل حي أو مدينة في وضع أشبه باللجان الشعبية ونحن نعيش في بلد له إطاره التشريعي ودولتنا لها توجهات ثابتة ومنظمات وهياكل تنشط كل حسب صلاحيتها”.
إذن هل رسالة اتحاد الشغل موجهة للتنسيقيات فحسب أم لطرف آخر ..وهل أن قيس سعيد فهم الرسالة بجعل اتحاد الشغل ينتظر الرد على مبادرته؟
مراقب