تونس الان ربما اصبت بالنزلة الموسمية التي عرفت انتشارا واسعا […]
تونس الان
ربما اصبت بالنزلة الموسمية التي عرفت انتشارا واسعا منذ قرابة ثلاثة أشهر في تونس، فهذه الاخيرة تفشت قبل دخول فصل الشتاء، الفصل الذي تنشط فيه الفيروسات التنفسية وتبدأ برؤية النور.
الا انه وخلال هذه السنة كان الامر على غير العادة اذ انتشرت النزلات الموسمية بحلول شهر سبتمبر وسط تحذيرات من الأطباء وكذلك من وزارة الصحة التي ما انفكت تدعو الى التحصن من الفيروس عبر التوجه الى تلقي التلاقيح
ورغم تراجع الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا إلا أن شبح الفيروسات لم يتلاشى بعد.. ذلك ان متحورات عدة تحلق في هواء البلاد..
وينبه اطباء من مزيد انتشارها ومن مزيد استمرارية تطورها مشددين على ضرورة توخي الحذر واستخلاص العبر من الأزمة السابقة كي لا نصل الى نتائج لا تحمد عقباها.
مرحلة حرجة وإجراءات ضرورية
جرت العادة انه عند حلول فصل الشتاء تزداد حالات الإصابة بالنزلات الموسمية نتيجة لتأثر الجسم بانخفاض درجة حرارة الطقس غير ان هذه السنة لم نشهد انخفاضا في درجات الحرارة وظل الطقس صيفيا بامتياز حتى في أواخر اشهر الخريف ولم نسجل انخفاضا في الحرارة حتى مع حلول شهر ديسمبر الى نهايته تقريبا .. الامر الذي يضع نقطة استفهام امام أسباب تفشي النزلات الموسمية التي أصيب بها جل التونسيين ان لم نقل جميعهم والحال انه لا شتاء لهذه السنة .. فاية نوع من النزلات الموسمية يصاب بها عموم المواطنون وماذا تخفي هذه الإصابات.. ؟
كانت وزارة الصحة بدورها قد قدمت جملة من التوصيات للوقاية من النزلات الموسمية داعية الجميع الى الاقبال على التلاقيح الذي ضبطت سعره بـ 46 دينارا.. مع ضرورة القيام بإجراءات وقائية أخرى على غرار غسل اليدين وتجنب تقبيل الأطفال والرضع والالتزام بوضع الكمامة في حالة وجود النزلة مع تجنب التجمعات وتهوئة المنازل والأماكن المغلقة
وهي جملة إجراءات لا تختلف في جوهرها عن الإجراءات المعتمدة لمجابهة فيروس كورونا
أطباء على الخط
مدير عام المركز الوطني لليقظة الدوائية وعضو اللجنة العلمية لمجابهة كورونا، رياض دغفوس كان قد افاد في تصريح سابق بأن فيروسات النزلة الموسمية عادت إلى الانتشار بتونس بحدة ووجدت أرضية ملائمة لنشأتها بعد أن سجّلت تراجعا في اخر سنتين. ويضيف الدكتور ان فيروس كورونا لم يترك مجالا لفيروسات أخرى للانتشار اذا انه كان متربعا على عرش الفيروسات التي تصيب الانسان و تباعا لذلك لم يبني الجسم اية مناعة تحميه من الفيروسات القادمة.. وفيروس القريب لا يشكل خطرا كما تشير الى ذلك البحوث الا انه يجب التحصّن منه عبر التلقيح.
ويفسر الطبيب المختص في جراحة الأطفال، سهيل العلويني أن أغلب المواطنين اعتادوا طيلة عامين اتباع الإجراءات الوقائية من غسل يدين وارتداء الكمامات لكن مع تراجع الكوفيد19 تراجعت إجراءات التوقي مما سمح بظهور فيروسات أخرى وجدت الأرضية ملائمة منها البرونكوليت عند الأطفال دون السنتين والذي يمس الجهاز التنفسي ويسبب ضيقا في التنفس
تهويل ومبالغة
يضج التساؤل على وسائل التواصل الاجتماعي حول حقيقة النزلات الموسمية وسط ما اعتبروه تعتيم من قبل وزارة الصحة حول حقيقتها. ويبدي العديد قلقلهم من ظهور متحوّر ايتش1 آن1 خاصة انه بدأ في الانتشار في تونس، خاصة وان الذاكرة لا تنسى أن هذا المتحوّر كان قد ضرب تونس بشكل كبير في جانفي عام 2020 قبيل انتشار كورونا.. ولجليلة بن خليل الناطقة الرسمية باسم اللجنة العلمية راي اخر، حيث اقرت ان الامر يتعلق بنزلة معتادة وان الجديد في الامر ” هو اهتمام التونسيين بالأمراض” كنتيجة لما خلفه فيروس كورونا وما عصفه من أرواح الى حد اليوم.
وبين هذا وذاك يظل الفيروس الضرب هنا وهناك وملئ المستشفيات بما يجعل التونسي يعيش نفس سيناريو كورونا تقريبا.
شيماء شيحي