تونس الآن
بعد استراحة لم تدم طويلا عاد الخوف يدبّ من جديد في نفوس التونسيين من موجة ثالثة لجائحة كورونا ستكون أشد وطأة من سابقاتها، أو ربما لا زلنا لم نخرج بعد من الموجة الثانية، الدولة لم تشعر بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقها وغضّت البصر عن تجاوزات البروتوكول الصحي تحت شعار “مش موجود”.
لم تعطي حكومة هشام المشيشي أهمية تذكر لدعوات أهل الاختصاص بضرورة الحفاظ على الإجراءات الصحية الصارمة خوفا من العودة إلى المربع الأول الذي نحن أمامه اليوم.. ولكن حصل ما لم يكن في حسبان الدولة.
إذن فسّخ وعاود من جديد.. وكأن شيئا لم يكن.
رفعت الدولة شعار “حالة عادية” أمام عودة التجمعات الشعبية واللقاءات الحزبية وصولات وجولات السياسيين أمام المئات من أنصارهم في الجهات جنوبا وشمالا.. و”عملت مولة الدار مش هوني” عن مسيرة شعبية تضم الألاف في تونس العاصمة نظّمها حزب شريك في الحكم لم نعرف إلى اليوم ما أهدافها.. ولكن كنا نعي تماما مآلاتها والتداعيات الكارثية لهذه التجمعات على الوضع الوبائي في البلاد.
الأعراس والمناسبات الاحتفالية الخاصة أخذت نصيبها كذلك من هذا الغياب الكلي للدولة تحت شعار “أخلط خوذ بايك”.
وبالنظر إلى النتيجة التي وصلنا إليها اليوم والأيام الصعبة التي تنتظرنا في ظل الحديث عن موجة جديدة من الوباء وارتفاع نسق الإصابات والوفيات بشكل ينبئ بالخطر ونحن على أبواب شهر رمضان، هناك أكثر من سؤال يتبادر إلى أذهاننا، فمن يتحمّل المسؤولية؟ ومن سيدفع ثمن هذا الاستهتار واللامبالاة؟ وهل للدولة الإمكانيات الصحية والاقتصادية للصمود من جديد؟
عوني محمد