علّق المحلل الإيطالي في مؤسسة كلية الدفاع التابعة لحلف شمال الأطلسي […]
علّق المحلل الإيطالي في مؤسسة كلية الدفاع التابعة لحلف شمال الأطلسي “الناتو” والمقيم في لندن أومبرتو بروفاتسيو، على قرارات رئيس الجمهورية قيس سعيّد التي أعلن عنها بتاريخ 13 ديسمبر الجاري، قائلا :”لقد تأثرت كثيرا بالرمزية وراء هذا الإعلان، حيث اختار سعيد تاريخين مهمين: 25 جويلية للاستفتاء على الدستور، الذي يتزامن مع يوم الجمهورية وتوطيد الرئيس للسلطة، و 17 ديسمبر للانتخابات التشريعية التي ستصادف ذكرى الثورة.”.
وأكّد بروفاتسيو في تصريح لوكالة نوفا الإيطالية أن “التفاصيل التي أبلغ عنها الرئيس أمس غامضة للغاية، معتبرا أنّ الانطباع هو أن وراء هذه الرمزية فراغ معين. بطبيعة الحال، سيكون للرئيس والمتعاونين معه دور غالب في هذه المشاورات وفي الأسئلة التي ستطرح على الشعب. هذا يشير أيضًا إلى انجراف شعبوي في قلوب الرئيس سعيد وأنصاره.”
واستطرد بروفاتسيو “المشكلة هي تعليق البرلمان، وهو بالفعل في هذه اللحظة واقع استثنائي للديمقراطية التونسية. أعتقد أن سعيد غامر بتمديد هذا التعليق وسيمدده على الأقل حتى نهاية العام المقبل. هذا لن يؤدي إلا إلى زيادة التوترات السياسية من جانب مختلف تشكيلات المعارضة التي ستحاول معارضة المشروع السياسي للرئيس سعيد.”
وأضاف “يبدو من المتوقع تمامًا أن تظل المشاكل الحقيقية التي لم تحل في تونس هي المشاكل الاقتصادية حتى لو ذهبنا، في المقابل، لإطار دستوري وقمنا بإجراء تعديلات على الدستور، فإن المشكلة تكمن في إعادة إطلاق اقتصاد البلاد وإعطاء فرصة لآلاف الشباب العاطلين عن العمل “.
من جهته، قال وجوسيبي دنتيشي، رئيس ديسك منطقة “مينا” الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز الدراسات الدولية في إيطاليا، إن “كل الظروف المؤدية للانجراف نحو الاستبداد متوفرة في تونس. إذا ربطنا جميع النقاط في الأشهر القليلة الماضية، فإن 25 جويلية ليس سوى مرحلة وسيطة في عملية بدأت قبل عام على الأقل.”
وأضاف المحلل في مركز الدراسات الدولية: “في الواقع ، تعمل تونس مرة أخرى على تحويل نفسها إلى دولة استبدادية، دولة تفسر انتقال ثورات العربية بطريقة شخصية تمامًا. وهي تفعل ذلك بتفسير رئيسها الذي يعيد اختراع المهمة الرئاسية نفسها باستخدام الإيماءات والتجارب والعناصر التي تذكر في بعض النواحي عصر بورقيبة. وبالتالي فإن تونس تتحرك باتجاه شئ عرفته من قبل لكنها مختلفة عن طريقة حكم بن علي وتعود أصولها في ميلاد الدولة التونسية كما نعرفها الآن”.
ونبه دينتيشي إلى أن “الانجراف التونسي قد يكون له أيضًا عواقب في إيطاليا”، مضيفا أنه “أول شئ، يمكن أن تكون هناك تداعيات على قضية الهجرة غير الشرعية، لكن دعونا لا ننسى أن هناك أيضًا علاقات اقتصادية وثقافية وتاريخية عميقة تربط بين إيطاليا وتونس”.