وقع وزير الشؤون الخارجية و الهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمّار، اليوم الجمعة بمقر الوزارة، مع نظيره الايطالي أنطونيو تاياني على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التصرف في تدفقات الهجرة تمكّن من توفير حصة سنوية بأربعة آلاف (4000) بطاقة إقامة غير موسمية على امتداد ثلاث سنوات لفائدة العمال التونسيين بإيطاليا.
وتطرق الوزيران وفق بلاغ لوزارة الخارجية، خلال جلسة عمل الى مسألة الهجرة غير النظامية وسبل مواجهتها في إطار مقاربة شاملة تهدف إلى النهوض بالهجرة الشرعية والحد من الهجرة غير النظامية ومكافحة الاتجار بالبشر وتمكين الشباب التونسي من الولوج الى فرص التشغيل بإيطاليا.
وعلى المستوى الثنائي، مثّلت جلسة العمل فرصة للتنويه بروابط الصداقة والتعاون العريقة القائمة بين تونس وإيطاليا وتأكيد الحرص على مزيد تطويرها في مجالات الاستثمار والشراكة والتشغيل والتكوين المهني والدبلوماسي خدمة للمصلحة المشتركة للبلدين.
وضم الوفد الايطالي الذي رافق نائب رئيس مجلس الوزراء الإيطالي ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي انطونيو تاياني وزيري الفلاحة والسيادة الغذائية والغابات والعمل والسياسات الاجتماعية و افراد بعثة تقنية رفيعة المستوى، وذلك لإجراء مشاورات سياسية ولإرساء شراكة ثنائية في مجالي العمل والأمن الغذائي.
من جهة اخرى تركزت جلسة العمل التي تمّ تنظيمها بهذه المناسبة على المنحى الخطير الذي اتخذته الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتأثيراتها الوخيمة على المنطقة في ظلّ تواصل العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني الأعزل.
واستنكر الوزير نبيل عمار في هذا الإطار، الإنتهاكات الفظيعة التي بلغت درجة غير مسبوقة من الإجرام والوحشيّة ضدّ أبناء الشعب الفلسطيني في غزّة، والتي ستبقى وصمة عار على جبين الإنسانية، داعيا في هذا السياق نظيره الإيطالي الى التدخل لدى بلدان الاتحاد الأوروبي وغيرها من مساندي هذا العدوان التي قال انها “تتشدق بحقوق الانسان لوقفه بشكل فوري والكفّ عن استهداف المدنيين وارتكاب جرائم إبادة جماعية وتهجير قسري في خرق غير مسبوق للأعراف الدولية والقانون الدولي الإنساني والقيم الكونية وحقوق الانسان”.
و أكّد وزير الخارجية نبيل عمار على أهمية تحمّل الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي ككل لمسؤوليته الأخلاقية في التحرك الفعلي والملموس من أجل توفير الحماية للشعب الفلسطيني وتمكينه من المساعدات الإنسانية اللازمة بصفة عاجلة وفورية وتجسيد حقوقه المشروعة في دولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف.
من ناحيته، شدّد الوزير الإيطالي على رفض بلاده استهداف المدنيين وتمسّك ايطاليا بحلّ الدولتين وبالنهج السلمي لفضّ النزاع في الشرق الأوسط مشيرا إلى أنّه جاء الى تونس حاملا لرسالة سلام مؤكّدا أنّ إيطاليا تقف على نفس المسافة بين كل الأطراف خدمة للسلام في المنطقة.
هذا واختتم الوزير نبيل عمّار رفقة نظيره الإيطالي اختتام أشغال منتدى الأمن الغذائي الذي عقد بأحد النزل بالعاصمة وذلك بحضور وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري ووزير الفلاحة والسيادة الغذائية والغابات ووزيرة العمل والسياسات الاجتماعية الإيطاليين وممثلي الهياكل البحثية والقطاع العام والخاص والخبراء في كل من تونس وايطاليا.
