تونس الان :
في كل مرة يخرج علينا المنصف المرزوقي ليدلي بدلوه في الشأن العام الا ويقحم المؤسسة العسكرية في تصفية حسابته السياسية مع خصمه الرئيس قيس سعيد .
وليست المرة الأولى التي دعا فيها المرزوقي الجيش الوطني الى سحب دعمه لقيس سعيد، اذ نذكر انه مباشرة بعد اجراءات 25 جويلية كان قد توجه بالرسالة التالية الى المؤسستين الامنية والعسكرية : “أنتم في حِلّ، قانونيًا وشرعيًا ودستوريًا وأخلاقيًا ووطنيًا، من طاعة شخص انقلب على الدستور وواضح أنه غير سويّ”، هذا الى جانب عديد الطلعات الاخرى التي يدعو فيها المرزوقي المؤسستين الامنية والعسكرية الى سحب البساط من تحت قدمي سعيد شأنه شأن عديد السياسيين الاخرين.
دعوة المرزوقي هذه المرة جاءت امي في حوار له مع القدس العربي اذ قال حرفيا “على كل حال، سجن الوطنيين من علمانيين وإسلاميين ديمقراطيين -ناهيك عن سجن هذا المناضل (الغنوشي)، وصمة عار في جبين من سجنوه ومن يتشمتون في سجنه. طبعا يجب الإفراج حالاً وفوراً عنه وعن كل الأسرى السياسيين. والطلب ليس موجهاً إلى المنقلب، وإنما إلى القوى العسكرية والأمنية التي يُفترض أنها تفهم خطورة مواصلة المشي وراء رجل غير أهل لقيادة البلاد، لا لشيء إلا لأن وظيفة رئيس الجمهورية الأولى تعزيز اللحمة الوطنية وليس اللعب على التباغض والتفرقة واكتساب شعبية تافهة من سياسية شعبوية لا أفق لها”.
ويبدو أن المرزوقي نسي أو يتناسى أن كل التوجهات السياسية في تونس حتى المتنازعة والمتصارعة توحدت منذ زمن حول منهج واحد هو ابعاد المؤسسة العسكرية عن اي تجاذب سياسي مهما كان طرفي نزاعه وانه لا حزب للجيش الوطني ولا ولاء له الا لتونس وللشعب التونسي .