مزيج غير مألوف بين الموسيقى الأوركسترالية والفن الشعبي بإمضاء الموسيقار […]
مزيج غير مألوف بين الموسيقى الأوركسترالية والفن الشعبي بإمضاء الموسيقار شادي القرفي في بحث موسيقي بعنوان “نشيد الفرح”، أثث سهرة جديدة من سهرات مهرجان الحمامات الدولي.
جمهور مولع بالتجديد والاكتشاف، حضر بأعداد غفيرة لمواكبة تجربة فريدة من نوعها تناغمت فيها أغاني المزود مع الموسيقى الاوركسترالية لتنسج تزاوجا بارعا بين هذين النمطين الموسيقيين، تصور فني أكد أن التوجهات الموسيقية لا حدود لها وأن الانفتاح على الأنماط الموسيقية الأخرى والمزيج في ما بينها قد يساعد على بناء تصورات جديدة في موسيقى مبتكرة ومنفتحة على التجديد.
افتتح العرض بالنشيد الوطني التونسي، ليعتلي على إثره الفنان صالح الفرزيط الركح على هتافات الجمهور، مقدما أغنيته الشهيرة “ارضى علينا يا لميمة”، على إيقاعات المزود والموسيقى الأوركسترالية بآلاتها الايقاعية والوترية والنفخية. وغنى الفرزيط أيضا “قالولي روح براني”. وأدى مع فوزي بن قمرة أغنية “خلوني خلوني” وباقة أخرى من أغاني الفن الشعبي الخالدة والتي ظلت راسخة في أذهان الجمهور وحفظها عن ظهر قلب.
أما الفنان فوزي بن قمرة فردّد عددا من أغانيه التي اشتهر بها في التسعينات على غرار “جواباتي” و”ليام تجري” وغيرها. وتفاعل الجمهور مع هذه الأغاني بالرقص والتصفيق وهاتفا بالمزيد من الأغاني الشعبية مثل “نجيبك نجيبك” ، غير أن التزام هذا الفنان الشعبي وتقيده ببرمجة العرض حال دون أداء هذه الأغاني.
صرح الفنان الشعبي فوزي بن قمرة، خلال الندوة الصحفية التي تلت العرض، أن هذه التجربة تُضاف إلى مسيرته الفنية وتنضاف إلى الفن الشعبي عموما، “وهي لئن تعدّ تجربة جديدة في تونس، فإن دولا أخرى كانت سباقة في الجمع بين موسيقاها الشعبية والموسيقى الأوركسترالية على غرار أذريبجان وكازاخستان وباكستان وتركيا وأرمينيا وإيران”.
وقال “هذا المشروع انطلقنا في الإعداد له قبل سنتين، لكن ظروف الجائحة منعتنا من إنهائه في موعده المحدد، ليرى النور أخيرا خلال هذه الصائفة على ركح مهرجان الحمامات الدولي”.
ولاحظ بن قمرة أن الموسيقى الأوركسترالية تفرض قيودا في مستوى “القواعد الموسيقية” على الفنان الشعبي وتحد من حريته خاصة في التنقل على الركح والرقص وحتى في التواصل مع الجمهور وتلبية رغباته.
ويرى أن هذا العمل هو “مغامرة موسيقية” وقد يشكل “صدمة فنية” للجمهور الذي كان ينتظر عرضا للفن الشعبي، مضيفا “ينبغي على الجمهور أن يستأنس بمثل هذه التجارب الفنية وهذه التصورات الموسيقية المغايرة وغير المألوفة.
ومن جانبه، أكد الموسيقار شادي القرفي أن “نشيد الفرح” مستوحى من “السمفونية التاسعة” لبيتهوفن، قائلا: “أردنا من خلال هذا العمل التأكيد على أن الفن الشعبي هو من خصوصيات الموسيقى التونسية. ونحن استقطبنا الفن الشعبي في الموسيقى السمفونية، ومن الطبيعي تقييد عازف الفن الشعبي والمغني الشعبي لفرض “الانضباط” في العزف الموسيقي”.
تتواصل سهرات الدورة 56 لمهرجان الحمامات الدولي، وسيكون الموعد يوم 26 جويلية 2022 مع مسرحية “التائهون” لنزار السعيدي.