بقلم: حافظ الغريبي تونس الان جرت كما هو معلوم يوم […]
بقلم: حافظ الغريبي
جرت كما هو معلوم يوم الثلاثاء 28 سبتمبر 2022 المباراة الودية بين الفريق الوطني التونسي ونظيره البرازيلي بملعب حديقة الامراء في باريس وبحضور جماهيري مكثف للتونسيين بعضهم قدم خصيصا من تونس والبعض الاخر جاء من فرنسا ومن دول أوربية مجاورة.
وقد كان كل شيء ينبئ بمباراة نظيفة ولعب جميل سيما وأن الفرصة لا تتاح دوما لتونس لمواجهة فريق في حجم البرازيل كفاءة وسمعة وفرجة، غير أنه وللأسف الشديد وككل مباراة طرفها تونسيون حصل ما عكّر صفو اللقاء الودي بدءا بالتصفير عند بث النشيد الرسمي البرازيلي انتهاء بإلقاء موزة على اللاعب ريتشارليسون الشيء الذي دفع اتحاد الكرة البرازيلي الى نشر تغريدة ندد فيها بسلوك وعنصرية الجمهور التونسي سيما وأن هذا الأخير ما فتئ طيلة المباراة يقلق راحة اللعب ويوجّه اشعة الليزر في وجوه اللاعبين البرازليين والحكم.
كنت من المتابعين للمباراة على قناة فرنسية كال خلالها المذيع لهذا الجمهور وابلا من النعوت الخبيثةلسلوكه المشين في مباراة تعتبر مباراة فرجة فحسب، ولم يكن هذا المذيع وحده الذي اتهمنا بتردي الاخلاق اذ شاطره في ذلك عدة اعلاميين بعد أن نقلنا للعالم صورة عن تونس الهمج وقلة الحياء وانعدام الاحترام ما فتئت تُستنسخ في كل لقاء كروي.
واحقاقا للحق فإن من قام بإلقاء موزة على اللاعب البرازيلي لا يمكن أن يقوم بها انسان بل”قردا” من قردة هذا الكوكتال الغريب من المواطنينالذي لا مكان للاخلاق وللوطنية في مجال تفكيره المحدود والذي بات ينذر بانفجار قريب قادم داخل المجتمع.
فكمّ العدوانية الذي يجد طريقه للتفريغ على مدارج الملاعب دليل على أن علّة أصابت أفراد مجتمعنا فتمكّنت منه وأن سيناريو ما قبل الثورة يعدّ العدة للتكرر مرة أخرى.. سيناريو كانت فيه المدارج الفضاء الوحيد للتفريغ الجماعي للكبت الجماعي جراء نظام حكم متسلط.والجميع يتذكر من خرج للشارع اول أيام الثورة ونوعية الشعارات التي رفعت وكيف كان جمهور الكرة في المقدمة قبل أن يتم احتواؤه لاحقا من شرائح أخرى متعددة.
واليوم ورغم ان حرية التعبير جاوزت كل الحدود ورغم ان تفريغ الكبت جاوز فضاء مدارج الملاعب ليستقر بوسائل التواصل الاجتماعي حيث هتك الاعراض والسباب والشتام سيطرت على النقاش الهادئ والبناء.. رغم كل ذلك تتوتر الأوضاع مجددابملاعبنا الشيء الذي دفعوزارة الداخلية لوضع ضوابط عدة حدّت من حرية دخول الجمهور تجنبا للأسوأ وهو ما يقيم الدليل مجددا أن بلادنا تعدّ العدة شيئا فشيئا لانفجار قادم صفير شعب الكرة عند بث نشيد رسمي والموزة الملقاة علىريتشارليسون وما حدث ويحدث على ملاعبنا وعودة الاعتداء على الذات من خلال عمليات الحرق إشارات واضحة أن السيل بلغ الزبى وأن الكيل طفحلدى التونسيين لا في داخل البلاد فحسب بل وحتى خارجها.. فهل التدارك ممكن؟
حافظ الغريبي