هل بلغت تونس مرحلة الأمن المائي بعد الأمطار الأخيرة.. كاتب الدولة للمياه يجيب
وطنية:
كما أشرنا في مقال سابق، فقد شهدت نسبة امتلاء السدود الجمليّة بعد الأمطار الأخيرة ارتفاعا لتتجاوز الـ 31 ٪، فهل بلغت تونس بذلك مرحلة الأمن المائي؟
سؤال أجاب عليه كاتب الدولة المكلف بالمياه، رضا قبّوج، اليوم الجمعة الـ 12 من جانفي 2024، والذي أكد أن وضعية السدود لا تزال حرجة، باعتبار أن المخزون من المياه، رغم تحسنه مقارنة بالسنة الفارطة، إلا أن توزيعه يختلف من سدّ لآخر، وقد يكون أسوء من توزيع السنة الماضية خاصة في ما يتعلق بمياه الشرب بمنظومة أقصى الشمال التي تعاني من نقص ملحوظ في بعض السدود المحورية على غرار سدّي سيدي البراق وسجنان.
وأردف قبّوج خلال يوم إعلامي حول “الطّرق الحديثة في ريّ الواحات” بحضور ممثلي عدد من الإدارات والهياكل الفلاحية ورؤساء عدد من المجامع المائية، إنّ نسبة التعبئة في السدود بلغت حدود 30 بالمائة وهي إيرادات افضل من السنة الماضية بحوالي 3 أضعاف، إلا أنه لا تزال في حدود 50 بالمائة من المعدل العادي للامتلاء في هذه الفترة من السنة. وأوضح أنّ هذا اليوم الإعلامي “يهدف الى تحسيس فلاحي الجهة بضرورة الترشيد والاقتصاد في استعمال الماء نظرا للموارد المحدودة من هذه الثروة الطبيعية سواء السطحية او الجوفية وحدّة التغيرات المناخية، التي لا تجعل لنا خيارا آخر، سوى ترشيد الاستهلاك لتجنب اللجوء الى حلول أخرى مكلفة جدّا على غرار تحلية مياه البحر أو إعادة استعمال المياه المعالجة لإنتاج الخضروات او غيره”. وأشار إلى أنّ ترشيد استهلاك المياه أمر سهل وفي المتناول وتعززه التكنولوجيا المتوفرة والتشجيعات التي تخصصها الدولة لهذا التوجه. وحثّ الفلاحين على مزيد تركيز منظومات الاقتصاد في مياه الري في الزراعات المستهلكة والمستنزفة للمياه على غرار غراسات النخيل التي تستهلك اكثر من 20 الف متر مكعب من المياه بالهكتار الواحد سنويا مما يتطلب التخفيض من هذا الاستهلاك قدر الإمكان.