أثارت صورة جمعت عضوين من حكومة بودن أو بالأحرى حكومة الرئيس قيس سعيد برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وعصام الشابي جدلا كبيرا، ولعل المناسبة تزيد من شدة وقع هذه الصورة فهم مجتمعون على قطع كيكة ذكرى الثورة الإسلامية الإيرانية بمقر سفارة إيرن بتونس.
فعضوا الحكومة وهما وزير التربية محمد علي البوغديري ووزير الشؤون الدينية إبراهيم الشايبي حضرا بصفة رسمية باعتبارها ممثلان للدولة التونسية وذلك يندرج في إطار العمل من أجل تعزيز العلاقات الثنائية بين تونس وإيران، ولكن المثير للدهشة هو حضور راشد الغنوشي.. وبأي صفة.
الصورة حقيقة وضعت الرئيس قيس سعيد في موقف محرج على اعتبار أنه يقدم نفسه كإصلاحي محارب للفساد، ومحملا حركة النهضة على وجه الخصوص مسؤولية ما آل إليه الوضع في البلاد خلال الـ10 سنوات الماضية.. وبالتالي الصورة تظهر رئيس الدولة وكأنه غير واضح أو بالأحرى غير ملتزم بتعهداته.
فراشد الغنوشي اليوم على ذمة التحقيق في أكثر من قضية في علاقة بالفساد وبالأمن القومي للبلاد وهذا كاف لكي لا يكون ممثلا لتونس في مثل هذه المناسبات.. بل ممثلا لشخصه أو حزبه لا غير.
كان جديرا بالسلطات التونسية أن تحسم الوضع كي لا تقع في مثل هذه المواقف المحرجة من خلال التنسيق مع السفارة الإيرانية عن ماهية المناسبة والحضور على اعتبار أنها الجهة الرسمية الوحيدة التي ستمثل البلاد.
في المقابل وصف مراقبون أنها سقطة أخلاقية لحكومة بودن ستضعف من مصداقيتها لدى الرأي العام التونسي.