تونس الآن تعكس الزيارة التي يؤديها وفد أمريكي رفيع المستوى […]
تونس الآن
تعكس الزيارة التي يؤديها وفد أمريكي رفيع المستوى إلى تونس، اليوم الجمعة، ما توليه الولايات المتحدة من أهمية كبيرة لتطورات الوضع في تونس، خصوصا بعد قرارات رئيس الجمهورية قيس سعيد التي أقال بموجبها الحكومة وجمّد عمل البرلمان وأعلن العمل بالتدابير الاستثنائية.
ويتكون الوفد الأميركي من مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، جوي هود ونائب مستشار الأمن القومي بالبيت بالأبيض جوناتان فاينر ومدير مكتب شمال أفريقيا للمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جوش هارس.
ومن المقرر أن يلتقي اليوم هذا الوفد برئيس الجمهورية للاطلاع على تطورات الوضع في تونس في علاقة بمصير البرلمان المجمد واستكمال المسار الديمقراطي بما يضمن الحقوق والحريات الأساسية والعمل على تشكيل حكومة مصغرة للتسريع في التخلي عن العمل بالتدابير الاستثنائية وعودة المؤسسات الدستورية إلى سالف نشاطها.
وتأتي الزيارة وسط تصاعد مخاوف أحزاب تونسية من مصير الحقوق والحريات الأساسية وتفرد رئيس الدولة بالسلطة، وذلك على خلفية الإيقافات التي شملت عددا من النواب وقرارات الإقامة الجبرية التي طالت سياسيين ومسؤولين في الدولة وكذلك قضاة.
فقد أعربت العديد من الأحزاب الفاعلة في المشهد السياسي في تونس عن تخوفها من تأخر تشكيل حكومة مصغرة وتمديد العمل بالتدابير الاستثنائية، إضافة إلى جمع رئيس الدولة كل السلطات بيده مما يشكل خطرا على المسار الديمقراطي في البلاد، حيث أكدت حركة النهضة أنّ المسار الديمقراطي واحترام الحريات وحقوق الإنسان كما نص عليها دستور 2014، لا يمكن التخلي عنها تحت أي ذريعة، وفق ما جاء في بيانها الأخير أمس.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تتابع عن كثب تطورات الوضع في تونس، حيث سبقت هذه الزيارة اتصالات جمعت رئيس الجمهورية قيس سعيد بوزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، أكّد من خلالها رئيس الدولة حرصه على احترام الشرعية والحقوق والحريات.
ولكن يبدو أن الولايات المتحدة تسعى للاطلاع بشكل تفصيلي عن تطورات الوضع في البلاد من خلال هذه الزيارة غير معلنة التي يمكن أن تجمع الوفد الأميركي بوجوه سياسية تونسية قبل اللقاء المزمع مع رئيس الجمهورية للاستماع إلى وجهات النظر المختلفة حيال المشهد السياسي.