بقلم : عبد الرؤوف بوفتح
.. نحن انهزمنا منذ قرون..منذ السقيفة.. ومنذ ترك الرسول الكريم مُسجّى دون دفن في بيته لاكثر من يومين.. واصحابه من المهاجرين والانصار يتأمرون على بعضهم البعض ، و من سيكون اميرهم… ومنذ موقعة الجَمل وفاجعة” صفين” ونكبة الفتنة الكبرى…. ولم تزل الهزيمة عالقة في اعماقنا الى يوم عاشوراء من كل عام..ومن هو الاحق بالخلافة.
نحن انهزمنا منذ… ان ظهرت فينا بدع الايمة .. وقطعان من الافّاقين وصانعي الدروشة والشعوذة والخرافة .. فتفرقت بنا السبل ..فهذا شيعي..وهذا سني..وهذا يزيدي وهذا اباضيّ..وهذه رافضة وتلك صابئة…وهذا حامي آل البيت والوصي عليهم وحامل رايتهم وهذا لاعنهم وناكرهم..من أجل ماذا… اذ لا شيء سوف يغير المأساة شيئا..سوى استمرار ملهاة الدم والفتن وتدمير انفسنا بأنفسنا.. بل ان ما جاء في قوله تعالى:
” وتراهم جميعا.. وقلوبهم شتى” ..
( باعتبارها ا ية كانت لا تعنينا).. حتى صارت اسباب نزولها تعنينا وتنسحب على حالنا المزرية في المعنى والمبنى..
نحن انهزمنا.. بل نحن محتلون منذ ذلك الزمن البعيد والى يومنا هذا..
ان الاحتلال المدمر الغاشم والحقيقي.. هو انتشار جوائح الجهل والمرض والفقر والخوف والخرافة.. والفتنة والخيانة والغدر في عقولنا جيلا فجيلا….ولا سبيل لتحرير ارضنا ..الا بتخليص انفسنا من براثن هذه الافات .. ولاسبيل في المدى المنظرور على الاقل..-،وهو صعب المنال – لتحصين كرامتنا..واخافة الهَوام وردّ الاعتبار بعد طول احتقار….الا بدحر تلك الاسراب المفترسة لنا اولا وأخيرا والمتفشية في وجداننا كالجراد المبثوب صباح كل يوم..
ان قاعدة : ” واعدوا لهم ما استطعتم من القوة ومن رباط الخيل..” صارت تتطلب اسبابا خارقة يحدثها الله.. بل تتطلب دهرا عصيبا …يااا عرب.
– اصيح الهي
انا من سلالة احمد
ومن دين أحمد
ولكنني..يا الهي
وفي كل يوم
ارى للخيانة مشهد..!!!!