وصل أكثر من 89 ألف مهاجر غير شرعي من تونس وليبيا إلى إيطاليا منذ بداية العام الحالي، وهو رقم يسلط الضوء على استمرار شبكات التهريب وأصحاب الزوارق في العمل بنشاط، مقابل رسوم يدفعها المهاجرون الذين يفشلون أحيانا في بلوغ هدفهم ومقصدهم.
وقال مسؤول أمني في إدارة الدوريات الصحراوية التابع لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بليبيا، إن تجارة المهاجرين لن تتوقف في ليبيا نظرا لما يجنيه المهربون من أرباح وأموال طائلة، وكذلك نظرا لتوفر المناخ المناسب للعمل في هذا المجال في ظل عجز الدولة عن السيطرة على حدودها وارتباط هذه التجارة بشخصيات نافذة.
وأضاف أن تكلفة المهاجر الواحد تتراوح بين 2500 و4000 دولار منذ دخوله إلى ليبيا وحتى خروجه منها وإبحاره إلى أوروبا، وهي تكلفة يتقاسمها المهربون الذين يعملون برّا في نقل المهاجرين من الحدود الجنوبية إلى السواحل الليبية وبحرا في توفير القوارب وتكديسهم على متنها وضمان إبحارهم في رحلة غير مضمونة الوصول.
“زين إسماعيل” مهاجر سوداني التقته العربية.نت في إحدى ورشات البناء بمنطقة المروج جنوب العاصمة تونس، قال إنّه دخل إلى البلاد بطريقة غير شرعية قادما من ليبيا، بعدما رمى به أحد المهربين برفقة مجموعة من المهاجرين على الحدود الصحراوية التونسية مقابل 350 دينارا للشخص الواحد، ليتنقل مشيا على الأقدام إلى مدينة جرجيس جنوب البلاد، التي مكث فيها شهرين تعرّض خلالهما إلى محاولات استقطاب من قبل أشخاص وسطاء حاولوا إقناعه بترك تونس والسفر لإيطاليا، مشيرا إلى أنهم يتوزعون على المقاهي وفي الأحياء الشعبية، وأن معدل الرحلة بين 1000 و1500 دولار.
إلا أنه لا يفكرّ في الذهاب إلى أوروبا على عكس أصدقائه الذين دفعوا أموالهم التي جنوها من العمل في ليبيا إلى المهربين، حيث وصل بعضهم إلى إيطاليا وفشل آخرون في ذلك بعد إحباط قوات الشرطة التونسية لرحلاتهم، مؤكدا أنه جاء إلى تونس للاستقرار والبحث عن الأمان، وأنه لا يفكر في الهجرة بطريقة غير شرعية إلى أوروبا، خاصّة بعدما نجح في إيجاد عمل واستعاد توازنه.
العربية