حذّر الاخصائي في علم النفس، محمد السندي، من التأثيرات السلبية للتوترات الاجتماعية بين وزارة التربية والنقابات، على الحالة النفسية للتلاميذ وعائلاتهم.
وقال في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء “ان كل بداية غير سوية للسنة الدراسية قد تفضي الى فوضى نفسية لدى التلاميذ وتتحول حتما الى فوضى سلوكية يمكن ان تكون لها انعكاسات اجتماعية خطيرة لا فقط خلال السنة الدراسية الحالية بل كذلك على المدى الطويل”.
وجاء تصريح السندي في وقت اعلنت فيه نقابات التعليم (الاساسي والثانوي) عن سلسلة من الاحتجاجات التي ستنظمها مع العودة المدرسية وذلك لعدم استجابة وزارة التربية لجملة من المطالب المادية والمهنية.
واعتبر ان هذه التوترات، التي تتجدد مع كل سنة دراسية، من شانها ان تمس من صورة المدرسة العمومية التي فقدت مصاداقيتها لدى العائلة والتلاميذ.
وقال إن العائلات التونسية قد عاشت عاما دراسيا مثقلا بالتوترات ومقاطعة الدروس والامتحانات وكان فيها التلميذ الضحية الاولى مشددا ان التلويح باحتجاجات جديدة بالتزامن مع بداية السنة الدراسية قد يزيد من حالة الخوف لدى العائلات التي اصبحت تهجر شيئا فشيئا المدرسة العمومية وتتوجه الى القطاع الخاص.
وأضاف أن التلميذ يتأثر حتما بما يسمعه حول توتر المناخ الاجتماعي وهو ما قد يفقده الثقة في قيمة العملية التربوية ومصداقيتها، فالمدرسة، كمرفق عمومي، تعلم التلميذ قيم الحياة واي تجاوزات من قبل قدوته في العملية التربوية تؤثر سلبا على تكوينه وتخلق في نفسه حالة من عدم الرضا وعدم ايلاء قيمة للافعال.
ودعا مختلف الاطراف المتدخلة في العملية التربوية الى ايجاد حلول لمختلف الاشكاليات المطروحة بين النقابات والوزارة والتفكير الجدي في المصلحة الفضلى للتلاميذ محذرا من “أن أي اضراب مقرر من طرف نقابات التعليم يعني بالضرورة طفلا في الشارع الذي سيصبح الحاضنة لهؤلاء التلاميذ”.