ثقافة: شهدت الدورة الحالية حضورا غير مسبوق للسينما التونسية حيث تشارك في المسابقات الرسمية بجميع فئاتها الي جانب البلدان المشاركة.
تونس الان
رغم وجود شعار ثوري وحضور لافت لنجوم السينما في افريقيا والعالم ورغم الاقبال الجماهيري على عشرات الأفلام المبرمجة في المسابقات الرسمية أو على هامشها فان الحاضر الغائب في الدورة 35 لمهرجان قرطاج السينمائي كان دون نقاش الراحل فتحي الهداويالذي وافته المنية قبل يومين من الافتتاح
وبالعودة لأجواء الافتتاح وما وصفه البعض بالمتواضع مقارنة بتاريخ الأيام وارثها فإن خبر الرحيل والفقد هو ما سار بالحدث نحو الحزنوالبساطة “تشابك “مقام الرحيل مع مقال الافتتاح
وهنا يخرج المهرجان من طابع البهرجة مقارنة بمهرجانات الدعاية والمحاباة ليعود لأصل تأسيسه الأول مع الطاهر شريعة سنة 1966 الذي كان هدفه الدفاع والترويج للسينما العربية والافريقية التي كانت الأولى من نوعها في المنطقة والقارة وهو أقدم مهرجان سينمائي في دول الجنوب
وعليهلم تأجل الدورة ولم تلغى كسابقتها رغم امكانية تأجيلها آنذاك ورغم أجواء الحزن وتتالي أخبار الرحيل على الساحة الفنية كرحيل عاشق السينما خميس الخياطي والذي شهد حفل الافتتاح هذه السنة تكريما لروحه من خلال عرض فيلما يعكس حب الفقيد وشغفه بالسينما وبجمهورها
تكريمات
كما شهدت الدورة الحالية حضورا غير مسبوق للسينما التونسية حيث تشارك في المسابقات الرسمية بجميع فئاتها الي جانب البلدان المشاركة منها
تكريم السينما الأردنية “افتتاح قسم سينما تحت المجهربمدينة الثقافة لتسليط الضوء على انجازات السينما الأردنية “
تكريم السينما السينغالية”رائدة السينما الافريقية”افتتاح جناح السينما السينغالية بمدينة الثقافة
تدشين الجناح الفلسطيني الذي “يتضمن وثائق وأفلام فلسطينية فارقة في نشر الثقافة الفلسطينية”
هذا الى جانب العديد من العروض المتنوعة التي أدخلت ديناميكية كبرى ورشات ولقاءات ثقافية مع مخرجين ونقاد سينمائيين بحضور طلبة وباحثين في مجال السينما بقاعة المبدعين الشبان بمدينة الثقافة كالمخرج الجزائري مرزاق علواش والناقد الصحفي كمال بن وناس دروس في السينماوالمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد والأستاذ الناقد طارق بن شعبانوالمخرج التونسي جيلاني السعدي والأستاذ الناقد سليم بن الشيخ
جميع ما ذكر وغيرها من الأنشطة الفنية والثقافية والدورات التدريبية والدروس واللقاءات الفرديةوحلقات النقاشالفكرية المتنوعة الي جانب عرض للأفلام المختارة في قاعة الأوبرا وقاعة سينماالشارع بشارعالحبيب بورقيبة في الثكنات العسكرية والمناطق داخل الجهات في السجون وقاعات السينما ككل… تعزيزا لدور الثقافة في بناء جسور التفاهم والانفتاح وتشريك جميع فئات المجتمع في الحياة الثقافية والفنية.
رائحة الموت
ومازال المهرجان يذكر جمهوره وفي كامل أيام الدورة بالفنان الراحل فتحي الهداوي ويحدث فارقا تاريخيا بتكريمه يوم 19 ديسمبر بشارع لحبيب بورقيبة بقاعة سينما الشارع حيث عرض فيلم7 شارع الحبيب بورقيبة للمخرج ابراهيم لطيف والذي تكلل بحضور مخرجين وفنانين وممثلين مشاركينوأصدقاء ومحبي الفنان فتحي الهداوي وجمهوره الكبير انصافا واعترافا لما قدمه الفنان من أعمال فنية كبري واستجاب لها جمهوره ومحبيه
ختاما يبقي مهرجان قرطاج السينمائي ارثا ثقافيا على مدار سنوات من الابداع والفكر والتجدد.
بثينة الصالحي