تونس الآن
ما قولكم يا لجنة مكافحة الجائحة في من يعامل بالمكيالين و”بالوجوه” في ما يخصّ الجائحة العالمية؟
وزير الصحّة الإيطالي صرّح يوم الاثنين 29 جوان أنّ “إيطاليا لا يمكنها تحمّل موجة أخرى من التلوث”، ملمّحا إلى كلّ زائر من خارج فضاء شينغن والدول الأوروبية، معتبرا أنّ على الوافد من بلد غير ما ذكرنا سيكون ملزما بالحجر الصحّي على مدى 14 يوما… لم يتحدّث عن بلدان نجحت في التحصّن من الفيروس، ولم يفضح حاجة بلاده على المدّ السياحي لتستعيد أنفاسها، بل انضبط إلى ما هو خيارات استراتيجية لبلاده التي لا تقبل فيروسا إفريقيا أو آسيويا أو أمريكيّا، ولكنّها ستتسامح مع فيروس أوروبيّ “ولد بلاد” كما نقول في تونس.
لكنّنا في بلادنا التي قهرت الجائحة وكبحت جماحها، ولم يعد لها وجود إلا بقدوم وافد تونسيّ من بين كثيرين وهو حامل للعدوى فيتمّ التعامل معه على أساس أنّه مريض، لكنّ بروتوكول الفضاءات السياحيّة لم يمنع قدوم مواطنين من بلدان اعتبرناها نحن آمنة أو شبه آمنة ومنها إيطاليا وفرنسا وألمانيا، وقلنا إنّ تصنيفا عالميا شجعنا على ذلك، ونفس التصنيف الغربي طبعا لم يتمّ احترامه هناك، واعتبروا أنّ العدوى بالوجوه، واعتبروا الفيروس مواطنا لا بدّ من احترام انتماءه الأوروبي حين تكون عيناه زرقاوين وشعره أصفر، وما دون ذلك هو فيروس مهاجر… أو إرهابي… أو همجيّ.