تحوّل رئيس الجمهورية قيس سعيّد ليلة البارحة إلى مستودع شركة نقل تونس بباب سعدون حيث قام بجولة تفقدية، مستنكرا وجود حافلات في وضعية مهملة بالكامل، قائلا إن الشعب كل يوم يعاني في النقل، ولابد من وضع حدّ لهذا الوضع خلال الأيام القادمة.
وشدّد رئيس الجمهورية على ضرورة إنهاء هذه معاناة واعادة بعض الخطوط.
وأضاف: ” من ثم يقولون إنّ الشركات والمؤسسات فالسة.. ملايين الدينارات ملقاة على الطرقات هذه جريمة في حق الشعب التونسي،.. ويجب حذف كلمة ”نقل” من اسم الشركة بل يجب اتبدالها باسم ‘شركة اغتيال النقل ‘.
لم يخطئ الرئيس في هذا التوصيف ، فهو فعلا يليق بشركة نقل تونس والنقل العمومي بصفة عامة في البلاد .
ولم يعد مخف ما يعانيه هذا القطاع الذي عاد بالسلب على المواطن ، فهو القطاع الاضعف من ناحية تقديم الخدمات ، فلا توجد حافلات الا القليل ولا عربات مترو ولا بدائل للنقل العمومي وسط عجز تام عن ايجاد حلول تنهي معاناة المواطن.
ساعات طويلة يقضيها المواطن في برد الشتاء وقر الصيف ينتظر وسلية نقل حتى ان كانت تقليدية ، تطول ساعات الانتظار ولا يظفر الاف المواطنين الا بعربة مترو او حافلة مكتضة جدا ، يحاول الالاف التدافع من اجل ايجاد مكان توضع في الاقدام اما عن بقية الجسد فغير مهم الاهم هو الوصول الى مقرات العمل على الساعة الثامنة صباحا ، وتتكرر الماساة يوميا واسبوعيا وشهريا وسنويا ولا تسمع من المواطنين سوى “.. لا فائدة ترجى من هذا القطاع”.
عجز تام من الشركة على وضع البدائل والتصورات ومن ورائها وزارة النقل ، الاف الحافلات ملقية بمستودع باب سعدون لم تعرض في بتات لبيع الحديد ورسكلته واستغلال اموالها في شراء قطع الغيار او تجديد الاسطول رغم ان ما فهمناه من كلام رئيس الجمهورية ان تلك الاطنان من الحديد يمكن ان تدر باموال طائلة على الدولة.
الرئيس تحدث في زيارته للمستودع واكد وجود فساد ، فجلي ان ترك تلك الحافلات بالمستودع دون تصرف يعد في حد ذاته فساد ، دون ان نتحدث اساسا عن سرقات .
قد يطول الحديث عن خدمات النقل العمومي في تونس ، لكن يمكن للمسؤولين الذين رافقوا رئيس الجمهورية في زيارته لمستودع الحافلات بباب سعدون ان يتخلوا عن سياراتهم الشخصية او الادارية وان يقضوا يومافقط من الساعة السادسة صباحا الى الساعة السابعة مساء في انتظار النقل العمومي والمؤكد أنهم لن يكرروا حجة ” قطع الغيار غير موجودة” .
منى حرزي