– هذه النصيحة ، صارت قاعدة ارتكاز يضطر كل مغلوب على أموره ، او قليل الحيلة ، ان يعمل بخرابها حين تداهمه الرماح ويشتد فوق راسه ، وفي قلبه العفس والرفس ، وتطاله أيدي الظلم والاستبداد .
وما عليك..الا الاحتماء تحت قَبو ” ضبط النفس”..مهيض الكرامة والجناح ، دامي النفس والبال والوجدان والاطراف..ذليلا.. محتقرا كحبّة رمل..ولا تملك الا ان تسأل المعتدي والظالم الغالب :
– كم الساعة الآن..؟
– كثيرون يتسارعون باطلا الى خراب أعماقنا..وان لا ينبح حتى كلبنا حول خيمة القلب.
** الامريكان مثلا..ينصحون الفلسطينيين والعرب بضرورة ضبط النفس..والكيان المحتل اشعل السماء بصواربخ طائراتهم من فوقهم..وأحرق التراب تحت أرجلهم..ودمر منازلهم وزرعهم وشرفهم..وقتل نساءهم وأطفالهم..ولا حس ولا خبر لامجرمين..
.. يحكى ان امراة كانت تتغزل دائما بزوجها وبشكل خيالي بالنهار وبالليل..وهي تردد على مسامعه باستمرار:
( روحي، حياتي، نور عيوني، افديكَ بعمري .. يجعل يومي قبل يومك، انت أبويا وأهلي واخويا وكل حياتي… الخ الموّال).
وفى يوم من الايام ..قرر زوجها ان يكرمها ، ويصطحبها معه للحج ..جرّاء اخلاقها ووفائها وتربيتها الاصيلة ..وسلوكها الفاضل وحبها الكبير له ،، وفعل ذلك .
وبعد رجوعهما من الحج … تخلت تلك الزوجة عن كلامها المعسول الطيب المعتاد الذي كانت تقوله لزوجها كل يوم.
واستمرت على ذلك السلوك المفاجىء لشهور .
فسألها مرتابا :
{..يافلانة لماذا تغيرت هكذا.. بعد الحج..؟}
– أجابت :
{ كيف..؟ .. ما الذي لاحظته قد تغير فيّ..؟}
– قال :
لم أعد اسمع كلامك الطيب المعسول الذي عودتيني به كل يوم.. قبل ذهابنا الى الحج..!
قالت :
– أبدًا والله ،
كل ما في الأمر .. اني حجّيت ،، وبطلت أكذب..
انها ..والله التوبة الصادقة..يااا رجل..!!
فجأة..التفت الرجل الى الحائط..وبدأ يضرب راسه عليه..
سارعت زوجته اليه وهي تصيح :
-كُفّ يا رجل، ماذا دهاك..ما بكَ.؟
التفت اليها مهموما قائلا :
دعيني وشأني يا “حاجّه”.. ألَمْ تسمعي
بتلك النصيحة للموت والتدمير الصامت
القائلة ب : ” ضبط النفس” … وها انا افعل بعمري هكذا..من أجل ضبط النفس”.
اضحكوا يا سادتي..
وان لم يعجبكم حديثي..رددوا في سركم على الاقل ، ذاك المثل العجيب القائل :
” ان لم يعجبك الامر..اضرب راسك على الحائط..” ..!
وتلك هي ايضا:
نصيحة الذئب للراعي..!
