أصبحت بحيرة “Xiechi”، المعروفة أيضًا باسم بحيرة يونتشنغ المالحة، الواقعة […]
أصبحت بحيرة “Xiechi”، المعروفة أيضًا باسم بحيرة يونتشنغ المالحة، الواقعة بمقاطعة شانشي الصينية، شائعة على “انستغرام” بسبب صور جويّة مذهلة لألوان سطح مياهها.
وتسعى الصين اليوم، إلى استثمار هذا الرواج الذي تحظى به البحيرة لتحويلها إلى وجهة سياحية حقيقية. وتتمثل الخطوة الأولى بالترويج لها كوجهة سياحية لاجتذاب السيّاح المحليين.
وتُعرّف الحملات السياحية الأخيرة عن بحيرة “Xiechi” على أنّها “البحر الميت في الصين” على مواقع التواصل الاجتماعي الصينية، ضمنًا تطبيقَي “Weibo” و”WeChat”، وتروّج لجمالها وخصائصها العلاجية.
وعام 2019، وفي إطار الاحتفاء بمرور 70 عامًا على تأسيس جمهورية الصين الشعبية، كان لهذه البحيرة محطة ضمن برنامج تلفزيوني صيني خاص بالمناسبة، الأمر الذي يعكس احتضان هذا المعلم السياحي على أعلى المستويات.
كيف تشكّلت هذه الأعجوبة؟
وهناك ثلاثة أنواع من أملاح البحيرات في العالم: ملح الكربونات، وملح الكلوريد، والملح الكبريتي. ويقع البحر الميت في الأردن وبحيرة الملح الكبرى في ولاية يوتا الأمريكية ضمن خانة بحيرات ملح الكلوريد، فيما تقع بحيرة يونتشنغ في الخانة الأخيرة.
وأوضح بيرني أوين أستاذ الجغرافيا في جامعة هونغ كونغ المعمدانية: “إذا كانت نسبة الملح الكبريتي في الماء أعلى من الكالسيوم، فسيستهلك مجمل الكالسيوم، الأمر الذي يتسبّب بفائض من الكبريت، فيصبح لديك بحيرة كبريتية”.
وأضاف أوين أنّ بحيرة Xiechi بمثابة “حوض مغلق”، وأنّ مياهها لا تذهب إلى نهر أو محيط ما يفسّر الارتفاع الكبير بنسبة الملح في مياهها، موضحًا: “ليس هناك منفذ لهذه البحيرة، لذا سترتفع نسبة الملوحة فيها تدريجيًا لتصير أكثر فأكثر ملوحة”.
لكن ماذا عن تلك الألوان الرائعة التي جعلت البحيرة تحظى بشعبية كبيرة بين المصوّرين؟ وعلّق أوين بأن الأمر يتعلّق بأنواع الحيوانات والنباتات التي تعيش في مياهها.
وقال: “إذا كان يعيش داخلها القريدس المالح فسيميل لون الماء إلى الأحمر”، متابعًا: “ثمة حيوان مجهري اسمه روتيفر، يعكس اللون الأرجواني في البحيرة، الذي قد تمنحه أيضًا الطحالب الخضراء اللون عينه. ثم يتواجد اللونان الأخصر والبرتقالي اللذين نقع عليهما في البحيرات شديدة الملوحة”.
ولا شيء يحول دون أن تتجمّد البحيرات المالحة، لكن ليس بالسرعة التي تتجمّد فيها البحيرات الأخرى.
نجم هذه البحيرة ساطع
وفي محاولة لتعزيز موقع بحيرة “Xiechi” دوليًا، تسعى الصين إلى اتخاذ الخطوات اللازمة بهدف إدراجها ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو.
وكان لوو هويننغ، أمين الحزب في مقاطعة شانشي كتب في منشور على منصة “WeChat” عام 2019، أنّ المسؤولين المحليين بدأوا بآلية تقديم الطلب.
وجاء في المنشور حينها ما يلي: “بحيرة يونتشنغ المالحة هي انعكاس للثقافة والحضارة الصينية. وتتمتع هذه البحيرة المالحة بأثر إيجابي للترويج لثقافتنا وتراثنا”.
وتتمتع الصين حاليًا بـ56 موقعًا مدرجًا ضمن لائحة مواقع التراث العالمي، ما يضعها في المرتبة الثانية بعد إيطاليا.
كما أنّ هناك أخبارًا جيدة للسيّاح الراغبين بزيارة بحيرة “Xiechi” وأهمها أنها غير مزدحمة، لأنها لم تأخذ الشهرة التي تتمتّع بها المواقع السياحية الصينية الأخرى بعد.
وقال تايغر لي من شركة السفر “Diverse China” لـCNN، إن الشركة لم تنظّم سوى بضع زيارات. واقتصر جميع الزوّار تقريبًا حتى الآن على مسافرين محليّين صينيّين.
ومن المرجّح أن يظل هذا الأمر على ما هو عليه طالما أنّ الصين ما برحت مغلقةً حدودها أمام السياحة الدولية منذ أوائل عام 2020، وما برحت إحدى الوجهات القليلة في العالم الملتزمة باستراتيجية “صفر كوفيد” التي تفرض حجرًا صحيًا صارمًا للغاية.
وأوضح لي: “بالإضافة إلى المناظر الطبيعية، أعتقد أنّ حمّام الطين والتجارب الأخرى هي من الأسباب الرئيسية لتوجّههم إلى بحيرة Xiechi”.
وورد في بيان صادر عن حكومة مدينة يونتشنغ أنّ بحيرة ” Xiechi” تحتوي على الطين الأسود الذي يتميّز بخصائص شفائية وعلاجية تمامًا مثل البحر الميت، لافتًا إلى أن الناس سيطفون على سطح المياه من دون أن يغرقوا، على غرار البحر الميت.