وأشارت مجلة Nature Astronomy العلمية إلى أن مجموعة من العلماء الصينيين بقيادة جو جينجنان، أحد كبار الباحثين في جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية، أجروا دراسة حول تأثير التغيرات في النشاط الشمسي وتركيز الأشعة الكونية على طاقم القواعد المأهولة الأولى التي ستبنى على القمر، وتمكنوا من اكتشاف طريقة ستساعد البشر على البقاء في تلك المحطات لعقود دون أن يتأثروا بخطر الأشعة الكونية.
وقال العلماء في نص الدراسة:“بناء قواعد صالحة للسكن على القمر والمريخ هي الخطوة الكبيرة التالية في تطوير برامج الفضاء العالمية. لذا أجرينا أبحاثا حول القواعد القمرية المأهولة وقدرتها على حماية البشر من الأشعة الكونية، وبينت النتائج أن البشر سيكونون قادرين على العيش لأكثر من 22 سنة في قاعدة تقع على عمق 3 أمتار تحت سطح القمر، دون أن يتعرضوا لكميات زائدة من الأشعة الكونية… هناك خطط لبناء مثل هذه القواعد في المستقبل وبناء قواعد على سطح القمر أيضا”.
ولتقييم مدى تأثير الأشعة الكونية على طواقم المحطات القمرية، قام العلماء بتطوير نموذج حاسوبي يمكن من خلاله معرفة كمية الجسيمات المشحونة التي سيمتصها جسم الإنسان في حال كان متواجدا على سطح القمر أو في أعماق تربته، واستخدم لهذا الغرض بيانات عن بنية التربة والصخور القمرية التي تم جمعها كجزء من برنامج أبولو، بالإضافة إلى نتائج القياسات من أجهزة قياس الجرعات الموجودة على متن مسبار LRO الأمريكي ووحدة Chang’e-4 الصينية.
وفي مارس 2021 وقعت وكالة “روس كوسموس” الروسية مع الصين مذكرة تفاهم وتعاون لاستحداث محطة علمية دولية على سطح القمر، وفي إطار برنامج هذه المحطة من المفترض أن ترسل الصين مركبات Chang’e-6 وChang’e-7 وChang’e-8 إلى القمر، وسيكون الغرض من البعثات القمرية الأولى اختبار التقنيات الأساسية التي تساعد على البدء في بناء مجمع من مرافق البحث التجريبية التي يتم التحكم فيها عن بعد.