عرف العلماء، لعقود من الزمن، أن القشرة البصرية لدى الأشخاص المولودين مكفوفين تستجيب لعدد لا يحصى من المحفزات، بما في ذلك اللمس والشم وتحديد موقع الصوت واستدعاء الذاكرة والاستجابة للغة.
والآن، وجدوا أن جزء الدماغ الذي يتلقى المعلومات البصرية ويعالجها لدى الأشخاص المبصرين، يطور نمط اتصال غير عادي لدى المكفوفين.
وأوضحت الدراسة أن هذا النمط في القشرة البصرية الأولية، فريد من نوعه لكل شخص، مثل بصمة الإصبع.
وشملت الدراسة عينة صغيرة من الأشخاص المولودين مكفوفين، الذين خضعوا لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي المتكررة على مدى عامين.
واستخدم العلماء تقنية التصوير العصبي لتحليل الاتصال العصبي عبر الدماغ.
وقالت قائدة الدراسة، لينيا أمارال: “أظهرت القشرة البصرية لدى الأشخاص المولودين مكفوفين استقرارا ملحوظا في أنماط اتصالها بمرور الوقت. ووجدت دراستنا أن هذه الأنماط لم تتغير بشكل كبير بناء على المهمة المطروحة، سواء كان المشاركون يحددون الأصوات أو الأشكال أو يستريحون ببساطة. وبدلا من ذلك، كانت أنماط الاتصال فريدة لكل شخص، وظلت مستقرة على مدار فترة الدراسة التي استمرت عامين”.
وأوضحت ستريم أميت، التي تقود مختبر اللدونة الحسية والحركية في جامعة Georgetown، أن هذه النتائج تخبرنا كيف يتطور الدماغ.
مضيفة: “تشير نتائجنا إلى أن التجارب بعد الولادة تشكل الطرق المتنوعة التي يمكن لأدمغتنا أن تتطور بها، خاصة إذا نشأنا بدون قدرة بصرية. وتعمل مرونة الدماغ في هذه الحالات على تحرير الدماغ للتطور، وربما حتى لتوفير استخدامات مختلفة ممكنة للقشرة البصرية بين الأشخاص المختلفين المكفوفين”.
وخلص العلماء إلى أن فهم الاتصال الفردي لكل شخص قد يكون مهما لتخصيص حلول أفضل لإعادة التأهيل واستعادة البصر للأفراد المصابين بالعمى، كل منهم بناء على نمط الاتصال الفردي في الدماغ.