تونس الآن بات من شبه المؤكد أن أهالي تطاوين، مثلما […]
تونس الآن
بات من شبه المؤكد أن أهالي تطاوين، مثلما كان الشأن، مع حكومة يوسف الشاهد لن يقبلوا بأنصاف الحول أو اللجوء إلى الترقيع بحثا عن الحول المنطقة منطقة، مثلها في ذلك مثل عديد المناطق الداخلية بالبلاد، التي تشكو التهميش وترزح تحب أباء تسويف الحكومات بينما التمييز الإيجابي المنصوص عليه في دستور 2014 ظل مبدأ دستورية لم يجد الإرادة الحقيقية للتجسيد.
وكما فشلت حكومة الشاهد في تجسيد وعودها حيث كانت قد أبرمت في جوان 2017، اتفاقا مع ممثلي المحتجين بمنطقة “الكامور” بهدف لفض اعتصام دام أكثر من شهرين، مقابل الاستجابة لمطالب الاحتجاجات المتعلقة بتوفير فرص عمل وتنمية الولاية، ها هي حكومة الياس الفخفاخ وقد سقاها ناشطو الكامور كأس المرارة في أعقاب مجلس وزاري خصص للتنمية بولاية تطاوين في أعقاب احتجاجات صاخبة تتخللها عنف من قبل رجال الأمن مما تحتم إخراج هؤلاء من الشوارع وتعويضهم بالجيش.
ويبدو أن الإضراب العام المفتوح المعلن في الولاية ومن ثم إيقاف الإنتاج بالشركات البترولية في الجهة بدأ يلقي بظلاله على الحكومة حيث نقل موقع ”حقائق أون لاين”، عن مصدر مطلع، مساء الجمعة 3 جويلية 2020، أن رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ سحب ملف التنمية الجهوية من مستشاره جوهر بن مبارك بعد أن مكلفا في رئاسة الحكومة بالاهتمام بهذا الملف والتنسيق مع الوزراء وأعضاء الحكومة المعنيين بالتنمية في الجهات.
وحسب ذلك المصدر كلف رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ، وزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي سليم العزابي بالعمل على إعداد دراسات تخص التنمية في الجهات واعداد استراتيجية تخص تطبيق التمييز الايجابي للجهات الداخلية.
كما أن سليم العزابي شرع في عقد اجتماعات تخص الوضع التنموي في كل من ولايتي تطاوين وقفصة اللتين تعيشان على وقع احتجاجات شعبية مطالبة بتوفير الشغل والتنمية.
وكان الفخفاخ قد عين بن مبارك في أوائل شهر أفريل الماضي مستشارا بديوان رئيس الحكومة فيما كان المنجي مرزوق وزير الصناعة والطاقة والمناجم قد صرح يوم 20 أفريل أن مهمة بن مبارك ستنحصر فقط في الجانب الاجتماعي فيما يتعلق بالحوض المنجمي ودوره يتعلق بالوساطة.
وأمام الفشل الحكومي في تحقيق انفراج بالكامور ما زال الناشطون متمسكين بمواقفهم، رافضين أنصاف الحلول وهي بمثابة “الفخ” الذي ينصب للمحتجين كلما تصاعدت أصواتهم وبالتالي فإن لسان حالهم يقول: لا للفخ” فيما يمثل رسالة لا تقبل التأويل خاصة أن المتحدث باسم الاعتصام أكد أن اعتذار رئيس الحكومة الياس الفخفاخ من أهالي تطاوين يجب أن يكون بقرارات وأفعال تنصف الجهة وليس بكلمات عابرة عبر وسائل الإعلام.
إذن هل يعتبر ما قيل عن جوهر بن مبارك في نهاية المطاف اهتداء إلى الطريق السوي والأقصر المؤدي إلى قلوب أهالي تطاوين؟