تونس الآن شهد “الفايسبوك” ليلة أمس حربا بالوكالة بين الأمين […]
تونس الآن
شهد “الفايسبوك” ليلة أمس حربا بالوكالة بين الأمين العام لاتحاد الشغل نورالدين الطبوبي ورئيس الجمهورية قيس سعيد إذ كتب الملحق الاعلامي للأمين العام غسان القصيبي ما يلي:
“صحة شريبتكم هذا موقفي الشخصي الذي يشغل بالي منذ فترة وأنا أرى تونس تتهاوى وصورتها في العالم تسقط وشعبها حائر تائه متثاقل: لا أحد بإمكانه أن يحكم تونس بمفرده أو أن يعتقد أنه الأذكى والأقدر والأفضل و الأنظف … تاريخ تونس يؤكد أن قدرنا الحوار و أن التونسي صبره يمكن أن ينفذ في وقت قصير … كما أن الحوار ليس بين الشخص و ذاته بل بين كل مكونات المجتمع التونسي إلا الفاسدين أو الذين أجرموا وهذا يثبته القضاء وليس أهواء ونزعات أفراد أو مجموعات … تونس ليست قانون الغاب .. غير ذلك ستبقى تونس محل أهواء ونفحات ومع كل نفحة تجينا نفخة تقذفنا نحو المجهول … في العالم بأسره تقع هزات وحروب وجرائم ويتم انتهاء النزاع بالحوار وبالحل … كثيرة هي الأمثلة تذكروا الهوتو والتوتسي.. جنوب افريقيا يوغسلافيا كرواتيا وكوسوفو وغيرها …. المحاسبة تتم عبر القضاء ودولة القانون والمؤسسات وليس عبر الفاسبوك … أضعنا عشر سنوات من الصراع وقعت فيها مآسي ونكبات واغتيالات وارهاب وجرائم.. واليوم تونس تحتاج حلا أكيدا سريعا مجمعا عقلانيا، بعيدا عن منطق الغنيمة والشعبوية والإسلام السياسي … بل حل تونسي تونسي يفكر في مستقبل الأجيال القادمة … حل ينهي صراعا متواصلة كل حسب مصالحه … اليوم تونس تحتاج حلا حقيقيا.. لأننا أصبحنا نلعب في الوقت الضائع باعتبار أن 25 جويلية قد يصبح بدوره فرصة ضائعة بعد أن ضاعت فرصة 14جانفي و6 فيفري وغيرها … أخشى أن تصبح تونس بلد الفرص الضائعة ….”
ورغم ان المحلق الإعلامي أكد ان ما ورد هو موقفه الشخصي لكن الثابت ان الأفكار والتركيب والتعليلات اعتدنا سماعها بصوت الطبوبي..
وبعد ساعتين جاء الرد على لسان وزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي الصديق الشخصي لقيس سعيد عبر تدوينة تحدثت عن الحوار وعن النفاق وأشياء أخرى تبدو وكأنها رد واضح على الطبوبي اما العبارات والامثلة فهي ما اعتدنا سماعها على لسان قيس سعيد مثل “يدبرون أمرا في الظلام” و” ليس شعارا أجوف وإنما هو انتماء صادق لهذا البلد ولشعبه”..إذ ورد في التدوينة ما يلي:
“صحة شريبتكم.
في هذه اللحظة التاريخية الفارقة نمضي قدما في عملية الإنقاذ الوطنى إذ تتواصل الترتيبات التشريعية عبر اصدار المراسيم الرئاسية والاوامر التي مصدرها ارادة الشعب وذلك استئناسا بنتائج الاستشارة الوطنية كمرحلة أولية لتنفيذ ارادة الشعب كما يتواصل العمل على ايجاد الحلول العملية ومنافذ لتجاوز أزمة خلفتها السنوات العشر العجاف الماضية وعمقتها نتائج الوعود الانتخابية الكاذبة طيلة سنوات عديدة..
نعمل أكثر مما نستعرض ونثابر لتحقيق الحلم الوطني وتحقيق استحقاقات شعبنا العظيم الذي جئنا منه ونعرف ما يريد..
قد يزعج هذا الوضوح وهذا الوفاء لمقاصد الثورة بعض المكابرين ممن لم يعرفوا إلى حد هذه اللحظة ان ارادة الشعوب لا تهزم وان الانتصار للقضايا الوطنية ليس شعارا أجوف وإنما هو انتماء صادق لهذا البلد ولشعبه..
نعم سيكون الحوار الوطني..
سيكون مهدا حقيقيا لثقافة الاختلاف مادام الهدف موحد وهو المصلحة العليا للوطن.
وبالمناسبة لن تدوم خطط من يدبرون أمرا في الظلام حتى وان أظهر بعضهم الود والتماهي معنا..
لأن رمال التاريخ المتحركة ستعصف بأحلام المخاوزين قبل احلام أعداء الوطن..
وسيهل على الشعب التونسي هلال جديد بعد رمضان وسيصل إلى ليلة التمام ان شاء الله وسيصلح ما اهلكته سنوات الظلام
وسيشرق فجر جديد على تونس.
#على العهد باقون”