أصدر حسين بوجرة كاتب عام الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث […]
أصدر حسين بوجرة كاتب عام الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي صباح اليوم انتقد فيه خيار وزارة الاشراف اعتماد خيار وزارة الاشراف التعليم عن بعد في ظل الحظر الصحي الشامل باعتبار أن ذلك يتنافى ومبدأ تكافؤ الفرص بين عموم الطلبة وخاصة منهم المنتمون للمناطق الداخلية الفقيرة فضلا عن العديد منهم لا يملك الحواسيب كما لا يمكن تجمعهم في دور شباب وغير ذلك من المؤسسات –حسب مقترح الوزارة-لان ذلك يعرضهم وعائلاتهم لمخاطر العدوى.
كما قدم حسين بوجرة عديد التوضيحات والملاحظات الفنية والتقنية في بيان عنونه كالاتي:
“أمام الاعتماد المتسرّع وغير المدروس للتعليم عن بعد من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي: دعوة للتريّث ولاعتماد التشاركية في البحث عن حلّ لإنقاذ السنة الجامعية” وجاء في بيان كاتب عام الجامعة العام للتعليم العالي والبحث العلمي الذي حصلت “تونس الآن” على نسخة منه ما يلي:
“تعيش الجامعة كما البلاد ظرفا استثنائيا نتيجة انتشار وباء كورونا مما نتج عنه تعليق الدروس قبيل عطلة الربيع بثلاثة أيام رغم تصاعد النداءات بالتعجيل في اتخاذ هذه القرارات، ومنذ ذلك التاريخ وأمام تصاعد وتيرة تفشّي هذ الوباء تعدّدت الإجراءات الصحية والوقائية وصولا إلى الحجر الصحي وحظر الجولان، هذا وقد فوجئت الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي بإعلان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن اعتماد خيار التدريس عن بعد معلنة عن جدولة لتطبيق هذا القرار.
انخراطا منا في الحظر الصحي الشامل وإيمانا منّا بضرورة اتخاذ الإجراءات الأكثر صرامة في وجه انتشار وباء كورونا المصحوبة بإجراءات مرافقة لصالح أبناء الفئات الاجتماعية الفقيرة الذين لا قبل لهم بالتخلي عن مصدر رزقهم وملازمة بيوتهم لأنّ في هذه الحالة فإنهم مهددون بالموت جوعا ومرضا، وبإجراءات مرافقة مماثلة لصالح آلاف الطلبة الذين لا يملكون لا حواسيب ولا يتمتعون بتوفر الشبكة العنكبوتية في المناطق النائية والداخلية الذين يقطنونها، فإنه يهمّنا كجامعة عامة للتعليم العالي والبحث العلمي وانطلاقا من حرصنا على سلامة كل المتدخلين في العملية التعليمية وعائلاتهم أن نعلن عما يلي:
1- لم تقع استشارتنا أو تشريكنا في مناقشة الوضع واتخاذ الأشكال المناسبة، وكأنّ استثنائية الوضع تعني التخلي عن كل ما هو تشاركية وديمقراطية في التسيير،
2- التعليم الحضوري لم يعد ممكنا الآن لما يمثله من خطر على صحة المتدخلين وعائلاتهم عبر توفير بيئة مناسبة لانتشار العدوى، ويندرج في هذا الإطار حديث الوزارة عن استعمال دور الثقافة ودور الشباب من طرف الطلبة غير القادرين على استعمال التعليم عن بعد ( الأمر ونقيضه).
3- التعليم عن بعد ليس البديل الوحيد للتدريس عن بعد، فتراجع الوباء في شهر جوان مثلا قد يسمح لنا بالعودة إلى التدريس الحضوري وإن كان ذلك بصفة متأخرة، خاصة وأنّ جدولة تطبيق التعليم عن بعد في صياغتها الوزارية الأخيرة هي غير واقعية وتتطلب توفير شروط نجاحها،
لكافة هذه الحيثيات، ندعو سلطة الإشراف إلى التريّث وتجنّب الحلول المتسرّعة، والعمل بالمقابل على التروّي في دراسة كافة الاحتمالات والحلول الممكنة، وذلك من أجل تلافي السنة البيضاء واعتماد حلّ واقعي يضمن مصداقية الشهادات والتكوين الجامعي دون التفريط في مبدأ تكافؤ الفرص بين عموم الطلبة الذي قد يدخل بعضهم في حركة مقاطعة واسعة تزيد في تعفّن الأوضاع.”