أبحرت الناقلة الجزائرية “عين أكر”، الخميس 22 أوت 2024، إلى لبنان محملة بشحنة أولى تبلغ 30 ألف طن من مادة الفيول بهدف إعادة تشغيل محطات الطاقة في البلاد.
وقرّرت الجزائر الأحد في لفتة تضامن منح كميات الفيول اللازمة لتشغيل محطات توليد الكهرباء في لبنان التي توقفت نهائيا الأسبوع الماضي عن العمل بسبب نقص الوقود.
وستتبع ذلك شحنات أخرى، لكن في الوقت الحالي، لم يتم الإعلان عن الكمية الإجمالية من الفيول التي سيتم إرسالها.
واتّخذ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قرار مساعدة لبنان بعد الإعلان عن توقف محطات توليد الكهرباء في لبنان السبت.
وأجرى رئيس الوزراء الجزائري نذير العرباوي الأحد اتصالا مع نظيره اللبناني نجيب ميقاتي “لإبلاغه بالقرار الصادر عن رئيس الجمهورية (…) تزويد لبنان الشقيق وبشكل فوري، بكميات من الفيول من أجل تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية”.
وليست المرّة الأولى التي يغرق لبنان فيها بالظلام ويعتمد اللبنانيون على المولدات الخاصة أو البطاريات أو الطاقة الشمسية للتزوّد بالكهرباء، بسبب أزمة اقتصادية خانقة منذ العام 2019، ترافقها أزمة سياسية تتمثل في شغور منصب رئيس الجمهورية ووجود حكومة تصريف أعمال وشلل مؤسساتي تام.
وانطلقت الثلاثاء عملية تحميل الفيول على متن الناقلة “عين أكر” التابعة للمجموعة العامة للنفط والغاز (سوناطراك) بميناء سكيكدة على بعد أكثر من 400 كلم شرق الجزائر العاصمة، وتواصلت العملية لمدة 18 ساعة، وفق ما صرح المسؤول في “سوناطراك” حسين بلعابد لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.
وأوضح بلعابد أنه كان من الضروري الانتظار ساعات بعد الانتهاء من التحميل لإتمام الإجراءات الفنية التجارية وإجراءات السلامة، قبل أن تتمكن السفينة من الإبحار نحو وجهتها.
ووتبلغ طاقة إنتاج مصفاة سكيكدة حوالى 16,5 مليون طن سنويا.
والجزائر هي المصدّر الإفريقي الأول للغاز الطبيعي والسابع عالميا.
ومنذ انتهاء الحرب الأهلية في لبنان في العام 1990، لم تتمكّن الحكومات المتعاقبة من إيجاد جلّ جذري للكهرباء بسبب الفساد واهتراء البنى التحتية والازمات السياسية المتتالية. وصُرفت مليارات الدولارات في هذا القطاع من دون نتيجة.
وحتى إذا أعيد تشغيل معامل توليد الطاقة في لبنان، لن يحصل اللبنانيون إلا على ساعات قليلة جدا من الكهرباء في اليوم.