تونس الآن ادى انتشار فيروس كورونا الى نزول حاد في […]
تونس الآن
ادى انتشار فيروس كورونا الى نزول حاد في أسعار النفط على المستوى الدولي حيث بلغ سعر البرميل 34 و32 دولارا مما يجعل السؤال الملح والذي يتبادر مباشرة الى الذهن-رغم دقة الظرف الصحي والوبائي-اية انعكاسات إيجابية لهذا النزول المتواصل في أسعار النفط على تونس وكيف يمكن لبلادنا ان تستغل الظرف للتزود بما يلزمها بأسعار منخفضة بعد ان كانت بنت ميزانيتها على توقعات سنوية ببلوغ سعر البرميل 65 دولارا؟
هل الاستفادة ممكنة وكيف ذلك ؟..هذه التساؤلات أجاب عنها الخبير الاقتصادي وليد بن صالح وفسرها لـ”تونس الآن” بالقول” يمكن اعتبارها انعكاسات إيجابية فعلا اذا عرفت بلادنا كيف تستغل الظرف وتبرم عقود شراء وتزود بالحاجيات اللازمة على امتداد الأشهر المقبلة بالأسعار القائمة حاليا والتي اصبح فيها سعر البرميل يقترب من الثلاثين دولارا ..المهم العملية ممكنة وبمقدور بلادنا القيام بالتعاقدات اللازمة علما وانه حتى في صورة عادت أسعار البترول من جديد فإنها لن تصل بأية حال من الأحوال الـ 65 دولارا وبالتالي كلما تزودنا بحاجياتنا على المستويين المتوسط والبعيد خلال هذه الفترة نتصيد عدة عصافير بحجر واحد حيث نكون قد قلصنا نسبة هامة من أموال الدعم الضخمة التي تذهب الى المحروقات وقلصنا من العجز باعتبار ان 44 بالمائة من عجز الميزان التجاري متأتية من العجز الطاقي “.
وعدد الخبير الاقتصادي وليد بن صالح لـ”تونس الآن” الانعكاسات الإيجابية لتراجع أسعار النفط على بلادنا خاصة لو يتم حسن استغلال المعطيات التي تولدت عن الظرف العالمي المرتبط بمشاكل الأوبئة والفيروسات اذ بالإضافة الى الانعكاس الإيجابي على الميزانية العامة من خلال تقلص قيمة الدعم لتراجع أسعار النفط أهمية كبيرة لاقتصاد بلادنا عندما يقول الخبير الاقتصادي “هناك انعكاس إيجابي هام على تونس يتمثل انخفاض استعمال العملة الصعبة أي اننا سنحافظ على مخزوننا من العملة الأجنبية عندما ينزل بشكل ملحوظ سعر برميل النفط”.
الانعكاسات الإيجابية لانخفاض أسعار النفط على بلادنا لا تتوقف عند حدود تقلص نسبة العجز في الميزان التجاري والحفاظ على مخزون العملة الصعبة وانخفاض نسبة الدعم بل تتعداها الى المستوى المؤسساتي المرتبط بالمجال الطاقي اذ يقول الخبير الاقتصادي وليد بن صالح “التزود بالحاجيات من النفط بالأسعار الحالية يمكن من استقرار شامل بالبلاد وكذلك على مستوى الميزانية بما يسمح باستغلال الظرف لإعادة هيكلة مؤسستي ستير جرزونة والستاغ باعتبارهما من ابرز المتضررين من ارتفاع أسعار النفط ..ويمكن على امتداد بضعة اشهر إعادة الهيكلة لمؤسستين مهمتين في المجال الطاقي “.
وفيما يرى الجميع ان انخفاض أسعار النفط له انعكاسات إيجابية على بلادنا فان لا بد من التذكير بالانعكاسات السلبية لهذا الانخفاض في الأسعار عالميا وتأثر البورصة وما الى ذلك من المعاملات لذلك سالت “تونس الان” الخبير الاقتصادي وليد بن صالح عن الانعكاسات السبية لفيروس كورونا على الاقتصاد في تونس فقال “أولا للفيروس تأثير سلبي عالميا حيث من المتوقع انخفاض حيث من المتوقع انخفاض النمو العالمي ب0.5 وهذا الانخفاض يمس جميع البلدان وخاصة منطقة الأورو التي ترتبط بها بلادنا تجاريا وخدماتيا حيث من المنتظر ان تتأثر المعاملات التجارية – تصدير وتوريد- خاصة اننا نورد المواد الاولية وعدة مواد أخرى وهذا قد يؤثر على الأسعار من حيث إمكانية مزيد الارتفاع وكذلك على نسبة التضخم..”
خالد بن احمد