تسجل تونس حضورها ضمن معرض فني جماعي دولي بعنوان “غير ملتئم” يحتضنه متحف الفن المعاصر بمدينة مالمو بالسويد، بداية من اليوم وإلى غاية يوم 15 سبتمبر 2024.
ويجمع هذا المعرض الفني إبداعات 17 فنانا تشكيليا من 11 بلدا هي الجزائر وليبيا والمغرب ومصر وسوريا واليمن وإيطاليا وألبانيا ورومانيا والسويد وتونس التي ستكون ممثلة بكل الفنانة التشكيلية منى الجمل سيالة والفنانة الفوتوغرافية هالة عمار والفنان المتعدد الاختصاصات سليم بن الشيخ.
ويعرض الفنانون المشاركون أعمالا متنوعة نابعة من تجارب ذاتية تتعلق بالأحداث التي هزت العالم في السنوات الأخيرة ولاتزال، وخاصة الثورات العربية التي انطلقت احتجاجاتها منذ موفى سنة 2010، وفي هذه الأعمال الفنية مراوحة بين مشاعر الأمل والتشاؤم، تم التعبير عنها بأشكال متعددة من الرسم إلى النحت إلى الصور الفوتوغرافية وغيرها.
وسيكتشف زوار متحف الفن المعاصر بمالمو، تنصيبة فوتوغرافية للفنانة هالة عمار تحمل عنوان “طرز” وهو عمل ولد من رحم الثورة التونسية وقد حاولت فيه الفنانة “تطريز” جزء من تاريخ السياسة التونسية من خلال خيط أحمر اللون ينسج مختلف مكونات ذاكرة المقاومة الشعبية، وطالت عملية التطريز صورا من الأرشيف الرسمي أرشيف الصور الخاص الذي التقطته عدستها، مما يعكس ما طبعته الثورة في ذاكرتها.
أما الفنان سليم بن الشيخ الذي عرف بأعماله المرتبطة بالسياق السياسي والاجتماعي وببحوثه النابعة من حرصه على الترجمة البصرية للمخاطر والضغوطات وغيرها مما يعيشه الإنسان اليوم في المجتمع، فقد اختار أن يشارك بسلسلة صور تحمل عنوان “أفقي، عمودي، أفقي” وتنصيبة اختار لها عنوان “العنكبوت العربي” تجسد المخاطر التي تهدد الوحدة العربية وتقسم العرب بدل توحيدهم.
وتشارك منى سيالة الجمل بسلسلة “صور مواطنية” تحمل عنوان “لا للانقسام” وهي ثمرة مغامرة فنية بدأتها سنة 2013 وتجمع فيها أكثر من 200 صورة تحمل ترتيبا ألفبائيا والقاسم المشترك بينها هو أنها تعبر عن “رفض الانقسام والتفرقة اللذين يهددان مجتمعنا، وقيمنا”. وتحت عنوان “لا للانقسام” أيضا تقدم منى الجمل ورشة إبداعية، تقام ضمن البرنامج الموازي لهذا المعرض الجماعي.
“غير ملتئم” يحيل على معنى “لم يبرأ بعد”، بما تحملها العبارة من معان وتأويلات تتعلق بواقع المجتمعات العربية بالخصوص، عن هذا العنوان تقول المسؤولة عن المعرض الفنانة السورية عبير بوخاري، “في حياتي، رأيت عديد المرات تداخلا بين التفاؤل والتشاؤم، سواء في البلدان العربية أو في غيرها من بلدان العالم، ومع كل طلوع شمس أرى شعاع أمل، من أجل حياة أفضل ومن أجل انطلاقة جديدة، ولكنه يضيع مجددا عندما يكرر القدر نفسه…وبعناد”.