تونس الان :
معلوم أن التونسي انطباعي ، وهذا ما جعلنا نتسرع ونهرول لسب مسلسل فلوجة بعد الحلقة الأولى ، صغار وكبارا قلنا فيه ما لم يقله مالك في الخمر لكن بدأت الفكرة تتلاشى شيء فشيء وكلما مرت حلقة الا وازداد الانطباع إيجابية حول” فلوجة”
فلوجة اقتحم قدسية البيوت
ما قلناه سابقا لا يعني ان فلوجة يحمل عديد الهنات واقتحم علينا بيوتنا وجعلنا نفضل مشاهدة الاشهارات على ان تشاهد المسلسل مع افراد العائلة
فلوجة رسم صورة سيئة عن التلاميذ، استهلاك مخدرات وكحول وتدني أخلاقي ومعرفي أيضا، عدم احترام للأساتذة والاطار التربوي ، عدم احترام الاولياء والتشجيع على الانحلال الأخلاقي الى غير ذلك
ولئن لا يمكن وضع “شرطة اخلاق” على الاعمال الفنية ولا يمكن وضع حدود للفن لكن الفنان هو من يضع حدودا لنفسه ولإنتاجه اذ أنه يجب ان يأخذ بعين الاعتبار العادات والتقاليد والهوية والممنوع والمرغوب في المجتمع .
طرح المظاهر الاجتماعية مهما كانت خطورتها ليس ممنوعا أو بدعة وإنما مطلوب مع مراعاة ذوق المجتمع والاهم من هذا طرح البدائل لأي ظاهرة أو التحسيس بمدى خطورتها
من خلال حلقة فلوجة ال12 اكتشفنا أن المسلسل طرح ظاهرة استهلاك المخدرات لتوعية العائلات ، استهلاك “مرام” للاقراص المخدرة جعلها تفقد حياتها بجرعة زائدة ، وتركت لوعة في قلوب اصدقائها ، شابة جميلة مقبلة على الحياة كان الدرس لكل زملائها .
الحلقة تضمنت فيلما تحسيسا لا يتجاوز دقيقة عن مدى خطورة المخدرات وكيف انها رويدا رويدا تقضي على الانسان تلاها درس من الأستاذة “نور ” لتلامذتها تنهيهم عن استهلاك المخدرات وملء أوقات فراغهم وحدثتهم عما يمكن ان تحدثه هذه الافة في النفس والعائلة فالمجتمع .
” غلطونا “
“غلطونا” كنا نخال ان سوسن الجمني تتهكم على المشاهد عندما قالت ” قمت بهذا المسلسل من اجل مستقبل تونس” .. لعل الاولياء بعد رؤية شابة لم تتجاوز ال 18مسجاة في كفنها بسبب الأقراص المخدرة يخافون على أبنائهم ويصادقونهم ويكونوا قريبين منهم اكثر.
مباشرة اثر حلقة البارحة تهاطلت تعليقات إيجابية حول الدرس الذي تقدم في مسلسل فلوجة وليس هذا فقط الإيجابي في المسلسل ..لنا عودة لقصة إبراهيم ” المتدين المعتدل”.