بقلم: عبد الرؤوف بوفتح .. من المعروف أن تاريخ السياسة […]
بقلم: عبد الرؤوف بوفتح
.. من المعروف أن تاريخ السياسة لا تكاد تخلو صفحاته من ” بروتس” بل والكثير من أمثاله..
من ضمن تاريخ الخيانات المهولة هي خيانة “مؤيد الدين العلقمي” (وزير المستعصم بالله العباسي) الذي تواطأ مع “هولاكو” ضد بلاده بأن بعث إليه برسالة يعلمه فيها عن فجوات وثغرات بغداد وكيف يمكنه الدخول إليها بكل سهولة..
المهم.. بل والطريف في القصة رغم مرارة الخيانة أن “مؤيد الدين” خوفا من أن يكتشف امره طلب من خادمه أن يكتب الرسالة نقشا ووشما بالإبر على رأس غلام عامل عنده حتى إذا طال شعره قليلا بعث به الى هولاكو..
وهنا خطرت ببال الخادم الخائن مثل سيده والذي كانت تأكل الغيرة والحقد قلبه من الغلام كثيرا.. أن يضيف كلمتين للرسالة المحفورة على رأس الغلام ودون علم سيده وهي “اقطعوا الورقة ” أي اقطعوا رأس الغلام حالما تقرؤون الرسالة . .فما كان من “هولاكو” إلا أن دق عنقه فعلا..
وهكذا.. فان تاريخ العرب حكّاما. وشعوبا.. وأفرادا.. تَصَدّر أكبر مواقف الخيانات مع العدو ضد الصاحب، ومع الغريب ضد الأهل والأرض والعرض..
إن نبش مثل هذه الجراح.. والكتابة بِحِبْر مرارتها.. تطول، وتوجع جدا.. حقا… وصدقا