تزامن انطلاق أعمال المجلس الوطني العادي للاتحاد العام التونسي للشغل، […]
تزامن انطلاق أعمال المجلس الوطني العادي للاتحاد العام التونسي للشغل، اليوم الاثنين بالحمامات، مع تنظيم وقفة احتجاجية، أمام مقر انعقاد المجلس، لعدد من النقابيين الرافضين لتنقيح الفصل 20 من القانون الأساسي للاتحاد أو للدعوة الى عقد مؤتمر استثنائي للمصادقة على هذا التنقيح الذي يمكّن من التمديد في العهدة النيابية للمكتب التنفيذي لأكثر من دورتين.
موقف القيادة النقابية من هذه الاحتجاجات وأهم محاور أعمال المجلس الوطني وعلاقة الاتحاد بالأحزاب السياسية وبالحكومة الجديدة، كانت أبرز محاور الحديث الذي أدلى به الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، لوكالة تونس افريقيا للانباء على هامش أشغال المجلس الوطني، التي تتواصل من 24 الى 26 اوت، بمشاركة نحو 600 عضو من الكتاب العامين للاتحادت الجهوية والمحلية.
قال نور الدين الطبوبي، في أول تعليق إعلامي له على الوقفة الاحتجاجية التي انتظمت اليوم ودعا إليها من اطلقوا على انفسهم اسم “لقاء القوى النقابية الديمقراطية”، إن “من تجمعوا واحتجوا أمام مقر انعقاد المجلس الوطني لا يمثلون المؤسسات المنتخبة للاتحاد، ومن يمثلها يشاركون في اعمال المجلس وهو السلطة الثانية بعد المؤتمر”.
وأوضح بخصوص تنقيح الفصل 20 من القانون الاساسي للاتحاد “نحن نعقد مجلسا وطنيا للتقييم وللنظر في عديد النقاط ومن ابرزها الوضع المالي والموارد المالية للاتحاد واستقلالية القرار النقابي، بالاضافة الى مسائل مرتبطة بالوضع الاجتماعي وأولويات النضال النقابي، فضلا عن التطرق الى الشأن السياسي والوضع الاقليمي، والفصل 20 هو نقطة في بحر من المحاور ذات الاولوية القصوى”.
وتابع الطبوبي قائلا “من عدّل موجته على الفصل 20 من القانون الاساسي للاتحاد وتسكنه هواجس التموقع، شأن لا يعنينا خاصة وان المجلس الوطني لا يملك سلطة تنقيح القوانين ولا يمكنه سوى دعوة سلطة القرار الأعلى منه (المؤتمر) وتقديم مقترحات أو توصيات لها”.
وأكد أن المجلس سيد نفسه وأن الحديث عن مخرجات بالدعوة لعقد مؤتمر استثنائي، سابق لأوانه، مبرزا أن للمجلس صلاحيات التداول في أي مسالة، والقرار الذي يراه صائبا لمنظمته يتخذه طبقا لقرارات المؤسسات و “ما على النقابيين إلا الالتزام بهذه القرارات”.
وقال أمين عام المنظمة الشغيلة “أنا أول من ينحني أمام خيارات الاتحاد وإرادة مؤسساته وسلطات قرارها”.
واعتبر أن توجيه تهمة الانقلاب على أعضاء المكتب التنفيذي أو المجلس الوطني، هي “تهم واهية” خاصة وان الاتحاد “لم يجلب الدبابات”، معتبرا أنه “من العيب توجيه مثل هذه الاتهامات أو نعت اعضاء المجلس الوطني بالبيادق، ومن يرد مقارعة الافكار ومناقشة التوجهات العامة فعليه الذهاب الى مؤسسات الاتحاد والالتزام بمقرراتها”.
واضاف ” اذا كان لهم ما يطرحوه من آراء ومضامين فمرحبا بهم للتعبير عن آرائهم في اطر المنظمة الشغيلة ومؤسساتها ومع احترامي للمحتجين”، لافتا إلى أنه ليس من حق من فقد موقعه في الاتحاد، واتخذ في شأنه قرار تأديبي بخصوص تجاوزات، ان يأتي اليوم ليحتج ويتهم الاعضاء المنتخبين بالبيادق، خاصة وان المس من الهياكل المنتخبة فيه ضرب لمصداقية المنظمة واحترامها للاختلاف في الرأي ولمبادئ الديمقراطية.
وفي علاقة بانعقاد المجلس الوطني، قال الأمين العام للاتحاد أن المجلس ينعقد في فترة دقيقة وحساسة، وهو مناسبة لتقييم مرحلة مرت ولرسم ما تبقى من المرحلة القادمة قبل المؤتمر 24، خاصة وان الاتحاد لا يعيش بمعزل عن محيطه الوطني السياسي والاقتصادي والاجتماعي ولا على محيطه الإقليمي، بما يعرفه من تحديات وهزات، مبرزا أن الاتحاد يتأثر سلبا وإيجابا ولكن “طالما ان المنظمة تعمل بقرارات مؤسساتية فانها قادرة على رفع كل التحديات ومواصلة مسيرتها النضالية والوطنية”.
وأوضح الطبوبي بخصوص إشارته في افتتاح أعمال المجلس، إلى تزامن الهجمة على الاتحاد مع محاولات ضرب الانتقال الديمقراطي في تونس، أن المنظمة الشغيلة اعتادت على الهجمات ولا تعيرها اهتماما كبيرا، خاصة وان الاتحاد متشبع بالقيم وبروح الوطنية والمسؤولية ويعلم وجهته واستحقاقات البلاد وانتظارات أبناء الشعب التونسي.
أما في ما يتعلق بالحكومة الجديدة، فأشار الطبوبي إلى أن أمامها انتظارات واستحقاقات اجتماعية يتوجب عليها تلبيتها وأن تتحلى بالواقعية وتكون صادقة مع الشعب وتتعظ بالتجارب السابقة وان تنظر الى المستقبل باعتبار امكانياتها المادية وما لها من موروث تاريخي.
وعن إعلانه أن الاتحاد لن يلتزم الحياد في علاقة بالأحزاب”، أوضح “لن نكون على نفس المسافة من الاحزاب، وكيف لنا أن نكون على نفس المسافة بين من يهاجم المنظمة ويشتم قياداتها ويشيطنها ويكفرها، وبين من يدافع عن الاستحقاقات الاجتماعية ويتقاطع مع مطالب الاتحاد”.
وتابع “لقد ولّى زمن الحياد واعتبر انني امين عام من نوع خاص، أقول ما يجب ان يقال ولا أخشى لومة لائم في هذه المسالة”.