أكد محافظ البنك المركزي التونسي مروان العباسي، اليوم الأربعاء، أن تأثير الحرب الروسية الأوكرانية كان له وقع أكبر على الاقتصاد التونسي أكثر من تداعيات أزمة كوفيد 19.
وأبرز العباسي في كلمة له بمناسبة افتتاحه لندوة حوارية نظمتها مؤسسة الإصدار، مع عدد من أساتذة وطلبة المدرسة العليا للعلوم الاقتصادية والتجارية بتونس حول “دور البنك في الظرف الاقتصادي الوطني الراهن”، أنه لئن أظهر الاقتصاد التونسي نوعا من الصمود خلال الأزمة الصحيّة، فإنّ الحرب الروسية الأوكرانية كان وقعها أكبر.
وذكر أنه خلال قرار الحجر الصحّي الشامل وغلق حدود البلاد، خلال مارس 2020، والذي كان قرارا صعبا في ذلك الوقت، تمكن البنك المركزي من اتخاذ “إجراءات صعبة، أيضا، لكنها كانت صائبة للحفاظ على جملة من التوازنات”.
وبالرغم من هذه القرارات فان الاقتصاد التونسي تراجع، خلال كامل سنة 2020، بنسبة 8،7 بالمائة و”هي نسبة نمو لم يسجلها في تاريخه”.
وشدد محافظ البنك المركزي على أن تأثير الحرب الروسية الأوكرانية كان كبيرا على الاقتصاد التونسي وعملت على تعميق العجز التجاري إلى مستويات مقلقة (حوالي 10 مليار دينار في أواخر ماي 2022).
وأفاد أنه بالرغم من هذه الظروف الحساسة والدقيقة فقد واصل البنك المركزي الاستجابة إلى طلبات المؤسسات العمومية في توريد كل المستلزمات الغذائية لتونس على الرغم من ان هذه المؤسسات تعاني من إشكاليات مالية على غرار الديوان التونسي للتجارة وديوان الحبوب.
وشدد على أن مؤسسة الإصدار تحرص على المساهمة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للبلاد داعيا إلى وجوب إنقاذ الاقتصاد التونسي لتفادي الدخول في إشكاليات اجتماعية.