الفرنسيون غاضبون من رداءة منظومتهم الصحية..شعب باستور العظيم يعاني نقصا […]
الفرنسيون غاضبون من رداءة منظومتهم الصحية..شعب باستور العظيم يعاني نقصا فادحا في التجهيزات الطبية ، ومتمّماتها من كمّامات وأخواتها ، واعترته الحيرة والذهول من انهيار فظيع للبنية التحية في مجال الوقاية والصحة الى درجة استيراد.الملايين من الكمامات من خارج فرنسا.
وانا اتابع برنامج ” الحقائق الأربع ( والأربعة اصح.. نقول اربع حقائق..والحقائق الاربعة).. وليس برنامج الاعلامي ” حمزة البلومي” المنقول برداءة عنه طبعا.. كعادة اغلب صحفيينا عبر وسائل اعلامنا..لانهم يدركون ان اغلب التونسيين لا يتابعون وسائل الاعلام الاجنبية..ولا يبذلون اي جهد في الابتكار والاجتهاد .. وصناعة برامج محلية بافكار تونسية صرفة تعالج واقعنا كما هو..بكل موضوعية وبالامكانات المتاحة.. وتلك قصة اخرى ليس مجالها الان.
المهم انه عبر ذاك البرنامج ، اثيرت قضية معامل النسيج الفرنسية المغلقة والتي يقدر عددها بالالاف منذ مدة.. ولماذا لا تعود الى سالف عملها في الوقت الراهن وفي مثل هذا الظرف الصعب بالذات..وهي الوحيدة التي بمقدورها توفير ملايين الكمّامات للشعب الفرنسي برمته..وكذلك للبلدان الناطقة بالفرنسية..وبدل اهدار المال العام وجلبها من خارج حدود فرنسا.. يتم توفير ذاك المال لمقاومة جائحة الكورونا..ونجني ملايين الاموال الاخرى عبر تصدير كميات كبيرة منها الى الحَوْض الفرنكفوني..ومستعمرات فرنسا السابقة.. وليس هذا فقط.. بل انها عملية ضخ الحياة من جديد في الات تلك المعامل واعادة تشغيل 100الف هم في حالة بطالة فنية منذ سنوات.. وبذلك يضربون اكثر من عصفور بحجر واحد.
الذي يهمنا هنا..هو الفرق بينا وبينهم في التعامل مع الازمات والكوارث.. بالرغم ان المحنة واحدة..والهلع يحبس انفاس الجميع.
صحيح ان الاضرار البشرية والمادية التي لحقت بفرنسا وايطاليا واسبانيا خاصة..وببلدان اروبا عموما..كشفت لهم نقاطا سوداء كثيرة في نسيجهم السياسي والاجتماعي..والاقتصادي.. والصحّي بدرجة اخص ، غير انهم لن يتركوها تمر..دون الاستفادة منها.. ودون تحويل جزء من ازمتهم الى منافع اخرى ، بقطع النظر عما سوف تفرزه مختبراتهم العلمية..وما سوف يهتدي اليه العلماء والباحثون من لقاحات وادوية تزيد قي مناعة شعوبهم..وتدر عليهم المال بغير حساب..
ذاك الفرق يا سادتي..بينا وبينهم..ولا علاقة لخاتم سليمان في تأثيث حضارتهم وتقدمهم.. فالادعية وحدها لن تصل الى السماء حين نسال كيف نجوع..ونحن نغني الى النهر..
اما نحن..يلزمنا عسكري او شرطي لكل مواطن لِيُلَقّنَه كل حروف نجاته..من اجل سلامة القطيع..
وقديما قال العظيم ” ابن خلدون” :
” العرب : تُجَمعهم الطبول، وتُفَرّفهم العصا..