بقلم: حافظ الغريبي
لكل نظام حكم رجال يحمونه ويدافعون عنه.. تلك قاعدة سياسية معلومة الا في تونس حيث تجد “رجالا” جاهزين لحماية كل أنظمة الحكم على امتداد العهود.
بالأمس شاهدت فيديو لرجل يروّج للدستور المقترح وقد بحّ صوته من الخطاب في أناس جالسين بمقهى لا يعيرونه اهتماما باستثناء واحد ردّ عليه بالقول “الكلام هذا سمعناه برشه”.
هذه الصورة أثارت فيّ ذكريات غير بعيدة لنفس الشخص كان يروّج لنبيل القروي وقبله ليوسف الشاهد، ومع ذلك لا يزال لديه مخزون من الوقاحة يؤهله للظهور بكل وقاحة وصلف رغبة في الفوز بمنصب بل كان يرى نفسه عضو حكومة غير ان الحظ لم ينصفه.
اليوم استمعت لمسؤول سابق ينظّر دفاعا عن حصول ابن وزير الداخلية على جواز سفر.. نفس المسؤول السابق كان يدافع مجانا على الباجي قايد السبسي وعلى حبيب الصيد ثم يوسف الشاهد والقائمة تطول الى ان انتهى به الامر مدافعا على قيس سعيد (الذي كان منافسا للشاهد في انتخابات 2019..) والغريب في الأمر أنه لم يحصل ولن يحصل على شيء..
وان اردت تعداد مثل هذه الحالات فقد لا اتوقف عن الكتابة لأيام عدة لكني اردت بما ورد أن يكون مثالا حيا لظاهرة مؤسفة حقا للإعلام دور في المساهمة في تأصيلها.. فعلى سبيل المثال فإن مسؤولية الرد في موضوع جواز السفر الديبلوماسي الممنوح لابن وزير الداخلية تعود لوزارة الخارجية التي عليها وجوبا أن توضح إن كانت فعلا قد منحت جوازا وتعلل ذلك.. وما عدا ذلك فيظل نقاشا غير ذي جدوى في عصر فبركة الصور والحسابات الشخصية على الفايسبوك…بما يجعل منح الجواز مشكوكا فيه ما لم يتم تأكيد ذلك رسميا.
إن ما يؤسف حقا في تونس هو أن جينات البعض تشكلت مبرمجة على “التقفيف” خدمة لدوافع وصولية متغلغلة في ذواتهم رغم انهم يعلمون جيدا أن قيس سعيد يختلف عن الآخرين، وأن الرجل لا يغره الثناء ولا يؤثر فيه النقد، وهو لا يكترث لأحد لسبب بسيط وهو أنه من خارج المنظومة ويعمل على تغييرها وإعادة برمجة كل “اللوجسيالات” وهو بذلك يعلم جيدا كيف يميّز الصادقين من المنافقين.. لذلك فإن “تقفيف” البعض لا يعدو أن يكون الا إراقة لماء وجوهم لريّ غرس سيأكل آخرون غلاله.
حافظ الغريبي