كان لطالب جزائري في أوكرانيا نصيب من شظايا الحرب الدائرة هناك، حيث أكدت عائلة الضحية الذي قضى خلال الاقتتال الدائر في مدينة خاركيف شرقي أوكرانيا، أن ابنها محمد أصيب بطلق في الرأس، يُعتقد أنه صادر عن قناص، عندما كان يهم بالدخول إلى ملجأ رفقة عدد من رفاقه الطلاب المصريين والسودانيين.
وما زالت عائلة الطالب والتي تقيم في الإمارات تحت صدمة مقتل ابنها محمد عبد المنعم الذي قضى في خضم جنون الحرب، علما بأن الأسرة لم تر ابنها الطالب منذ أكثر من عامين بسبب كورونا.
وكان آخر اتصال مع محمد، نصف ساعة قبل حادثة وفاته، حيث اتصل بهم وأبلغهم أنه بصدد النزول إلى الملجأ وسيبقي على هاتفه في المنزل للشحن، وأنه سيعاود الاتصال بهم حال عودته
وقال والده عبد الحفيظ طالبي في تصريح صحفي “بحسب ما أبلغني به زملاؤه، فإن محمد اختبأ مع طلاب رفاقه، مصريين وسودانيين في ملجأ في الطابق الأرضي للعمارة التي يقطنون بها للاختباء من القصف والمواجهات المسلحة، وفي لحظة من اللحظات خرج محمد لاستطلاع الوضع، لكنه تلقى طلقة نارية أردته قتيلاً في عين المكان”، مضيفاً أنه وبسبب اشتداد إطلاق النار تعذر على رفاقه سحبه إلى الداخل، لكنهم طلبوا في الحال فرق الإسعاف والدفاع المدني التي حضرت لنقله إلى المستشفى بعدما تأكدت من وفاته في عين المكان”.
وأضاف عبد الحفيظ إنه حصل على أرقام إدارة الإسعاف في مدينة خاركيف وأجرى اتصالات معها، حيث أبغلته عن طبيعة الإصابة التي تعرض لها نجله الطالب محمد في رأسه، موضحاً أنه اتصل في وقت لاحق بالسفارة الجزائرية في العاصمة كييف، ليعلمها بالحادثة، وقد قامت بدورها بإجراء الاتصالات اللازمة مع السلطات الأوكرانية.
وذكر والد الطالب محمد أنه بسبب ظروف الحرب وبعد المسافة بين مدينة خاركيف والحدود البولندية وانقطاع المواصلات والطيران، تقرر الإبقاء على جثمان نجله محمد في قسم حفظ الجثث في مستشفى مدينة خاركيف إلى غاية توفر ظروف مناسبة لنقل جثمانه إلى الجزائر لدفنه هناك.