وطني : اصبح ملف المساعدة الامريكية لتونس والمتمثلة في باخرة محملة بأكثر من 25 الف طن من القمح الصلب محل جدل واسع بين مؤكد وناف لوصول هذه المساعدة وسط صمت من الجهات الرسمية المعنية
تونس الان :
اصبح ملف المساعدة الامريكية لتونس والمتمثلة في باخرة محملة بأكثر من 25 الف طن من القمح الصلب محل جدل واسع بين مؤكد وناف لوصول هذه المساعدة وسط صمت من الجهات الرسمية المعنية على الأقل لحدود كتابة هذه الاسطر، اذ لم يصدر توضيح عن الخارجية التونسية التي نشرت بيانا شكرت فيه أمريكا ولا عن ديوان الحبوب بشكل رسمي ولا عن وزارة الفلاحة التي ينضوي تحتها ديوان الحبوب ولا عن سفارة أمريكا بتونس التي اوردت المعلومة.
البداية مع تصريح السفير الأمريكي
فقد سبق وأعلنت السفارة الأميركية بتونس عن وصول باخرة محملة بأكثر من 25 ألف طن من القمح الأميركي الصلب.
وأشارت السفارة في منشور لها على حسابها الرسمي أن الباخرة المحملة بالقمح تأتي “لمساعدة الشعب التونسي في مواجهة نقص الإمدادات الناتج عن الغزو الروسي لأوكرانيا”.
وأوضحت أن العملية جرت بموجب الشراكة بين الولايات المتحدة والبنك الدولي من جهة وديوان الحبوب التونسي.
وأرفقت السفارة مع المنشور تصريحا مصورا للسفير الأميركي بتونس، جوي هود، قال فيه إن مساهمة اليوم “تهدف إلى ضمان توفر القمح الأمريكي للأسر التونسية استعدادًا لعيد الفطر، خاصة الأسر التي هي في أمس الحاجة إليه”.
وزارة الخارجية تتفاعل
من جهتها تفاعلت وزارة الخارجية التونسية إيجابا مع منشور السفارة الامريكية وشكرت السلطات الأميركية على مبادرتها بتوفير الشحنة، معتبرة أن المبادرة “تعكس العلاقات الودّية القائمة بين الشعبين الصديقين وتترجم التضامن والتنسيق المثمرين بين تونس والولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة التحديات والأزمات الدولية على غرار أزمة الغذاء” .
اعلاميون يفندون
بالتوازي دوّن الصحفي نشأت عزوز منذ يومين على صفحته الرسمية ان له معطيات حول عدم صحة ما جاء على لسان السفير الأمريكي .
وفي برنامج “رونديفو9 ” على قناة التاسعة تعمق الصحفي المختص في الشأن الاقتصادي اكثر في الموضوع وكشف انه اتصل بمصدر في وزارة الفلاحة ليبارك هذه الشحنة ويستقي اكثر معطيات حولها للاعتماد عليها في برنامجه الاقتصادي لكنه تفاجأ بنفي مصدر اتصل به بوزارة الفلاحة اكد له تسلم أي شحنة من القمح الصلب وأن الشحنة التي تسلمتها تونس كانت من القمح اللين الأمريكي كانت يوم 16 افريل وان الشحنة مدفوعة الثمن وليست هبة او مساعدة .
واكد نشأت عزوز انه اتصل بزميله الصحفي جمال العرفاوي الذي لديه علاقات متقدمة في واشنطن وان العرفاوي اجرى اتصالات مع اطراف في واشنطن لم يكشف عنها اكدت له ان الحمولة الموجهة لتونس هي من القمح اللين ووصلت منذ 16 افريل وهي الحمولة التي تحدث عنها مصدر وزارة الفلاحة عنه للإعلامي نشأت عزوز .
في المقابل قالت الإعلامية ملاك البكاري ان مصدر من وزارة الخارجية أكد لفريق اعداد برنامجها ان الحمولة التي تحدث عنها سفير أمريكا وصلت لتونس.
في نفس السياق أوردت إذاعة موزاييك اليوم ان مصدرا مطلعا اكد لها ان الشحنة التي تسلمتها تونس من القمح الصلب والمقدرة بنحو 25 ألف طن وصلت ميناء صفاقس منذ 15 مارس الماضي بعد استكمال ديوان الحبوب كافة إجراءات تسلم الشحنة.
وبين المصدر ذاته أن هذه الشحنة تأتي في إطار اتفاقية تعاون مشتركة تم إمضاؤها بين الولايات المتحدة الأمريكية (ممثلة في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية) والبنك الدولي لتقديم الدعم لتونس من هذه المادة.
وأضاف المصدر ذاته أن البنك الدولي هو الطرف المشرف والمباشر على تأمين الشحنة وهو بصدد استكمال إجراءات خلاص قيمتها المالية المقدرة بحوالي 12 مليون دولار بالتنسيق التام مع ديوان الحبوب.
ونفى المصدر ذاته صحة ما يروج من معلومات متضاربة تمس من مصداقية التعاون المشترك بين السلطات التونسية وسفارة الولايات المتحدة الأمريكية وشريكهما الاستراتيجي البنك الدولي مؤكدا أن هذه الشحنة من القمح الصلب تندرج ضمن مسار التعاون الذي يربط الولايات المتحدة الأمريكية بعدة دول ومن بينها تونس في عدة مجالات ومن بينها المساعدات الغذائية في ظل أزمة حرب أوكرانية روسية تضرب العالم وخلفت منذ أكثر من سنة تذبذبا في التزود العادي بهذه المادة الغذائية الأساسية منذ انطلاق الحرب الأوكرانية الروسية .
وقد عبر مدير مكتب البنك الدولي في تونس”ألكسندر أروبيو” بدوره عن سعادته في الشراكة مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لمعالجة مخاوف الأمن الغذائي الملحة في تونس من خلال استجابة البنك الدولي للأمن الغذائي وتقديم المساعدة لتونس لمواجهة صدمات الأمن الغذائي”
يذكر أن هذا الدعم الغذائي الطارئ يعتمد على الشراكة العالمية بين الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والبنك الدولي وتظل المنظمتان ملتزمتان بدعم جهود تونس لمعالجة انعدام الأمن الغذائي وبناء نظام زراعي وغذائي أكثر مرونة لصالح الشعب التونسي على المدى الطويل.
وتأثرت تونس بتداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا التي أدت إلى نقص الإمدادات، كما تضررت من موجة الجفاف وتراجع المحاصيل الزراعية بسبب الجفاف.
وفي هذا السياق توقع الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري تجميع نحو 2.5 مليون قنطار من الحبوب على أقصى تقدير في مختلف مناطق الإنتاج خلال الموسم الحالي مقابل 7.4 مليون قنطار العام الفائت.
وبحسب تقرير سابق أوردته وكالة الأنباء الفرنسية فإن تونس استوردت حوالي 33 في المائة من حاجياتها من القمح الصلب و71 في المائة من الشعير و85 في المائة من القمح اللين، خلال الفترة الممتدة بين العام 2012 و2016.