رشاقة وجمال : تحيي تونس اليوم 31 ماي 2023 ، اليوم العالمي للامتناع عن التدخين الى جانب بقية دول العالم .
تحيي تونس اليوم 31 ماي 2023 ، اليوم العالمي للامتناع عن التدخين الى جانب بقية دول العالم .
ورغم حملات التوعية بمضار التدخين ورغم دعوات مقاطعة التدخين والاقلاع عنه تصل نسبة المدخنين في تونس إلى 25 في المئة، وتعتبر من أعلى نسب استهلاك التبغ في المنطقة، وتحتل المرتبة الأولى عربياً في نسبة المدخنين الذكور، إذ إن نصف الرجال في تونس يدخنون، وهي مؤشرات “عالية جداً” بحسب منظمة الصحة العالمية، التي أشارت في آخر تقاريرها إلى أن الاستهلاك اليومي للسجائر يتجاوز 17 سيجارة لكل مدخن، أي ما يعادل 50 مليون علبة سجائر سنوياً.
وعلى رغم توقيعها على الاتفاق الإطاري لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ منذ سنة 2010، إلا أن انشغال تونس بالأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمالية، جعل المجتمع المدني لوحده يكافح تنامي ظاهرة التدخين، من خلال حملات التوعية والأنشطة التي تكشف عن فداحة مخاطر التدخين، بالتعاون مع المؤسسات التربوية والجامعية.
ويعتبر رئيس التحالف التونسي ضد التدخين حاتم بوزيان، أن المجهودات المبذولة للحد من ظاهرة التدخين لم تكن كافية لتحقيق النجاعة المطلوبة في تحسين المؤشرات الصحية، مقراً بأن تونس ما زالت بعيدة من تحقيق هذا الهدف، مما يفرض تغيير أسلوب التواصل، وتكثيف التوعية، وتوحيد الجهود في مواجهة آفة التبغ، التي تفتك بأرواح آلاف الأشخاص سنوياً.
وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن حصيلة الوفيات في تونس المرتبطة بالتبغ تبلغ 13200 وفاة سنوياً، أي ما يمثل 20 في المئة من عدد الوفيات، حيث “يموت يومياً بين 30 و40 تونسياً بسبب السجائر، بينما تصل نسبة الأطفال الذين يستهلكون السيجارة الإلكترونية إلى خمسة في المئة، وهم يعتقدون خطأ أنها تساعدهم في الإقلاع عن التدخين”.
وفي غياب أية استراتيجية وطنية لمقاومة الظاهرة، فإن استهلاك التبغ سيتواصل وبنسق تصاعدي في المستقبل، بخاصة في سياق سياسي واجتماعي واقتصادي غير مستقر، نتج منه غياب سياسات عمومية واضحة في عديد المجالات الصحية أو الاقتصادية والاجتماعية.
وكانت تونس أعلنت سنة 2009 سنة مكافحة التدخين، وأقرت وقتها حملة وطنية للتخفيض من نسبة المدخنين إلى حدود 10 في المئة على مدى خمس سنوات، إلا أن ما حدث في 2011 غير المعطيات كافة.
وبسبب التدخين عدداً من الأمراض تفتك بالإنسان، إذ تتسبب السجائر في أكثر من خمسة آلاف جلطة قلبية، وألفي حالة إصابة بسرطان الرئة والقصبات الهوائية، علاوة على أن كلفة الأمراض التي يتسبب فيها التدخين في تونس، تبلغ ملياري دينار (660 مليون دولار)، بحسب بيانات صادرة عن إدارة الرعاية الصحية في تونس.
ودعت منظمة الصحة العالمية تونس في آخر تقرير لها إلى مزيد الاستثمار في مكافحة التدخين.