انشغل العالم هذه الآونة بتهديدات جماعة الحوثي في اليمن باستهداف السفن الإسرائيلية المارة في البحر الأحمر ردا على الحرب المستعرة على قطاع غزة ولم يغب اسم مضيق “باب المندب” من عناوين الأخبار.
وأثارت مهاجمة الجماعة لسفن تجارية عبرت المضيق قلقاً دولياً من مصير التجارة العالمية التي تمر به.
حيث طالب وزراء خارجية دول مجموعة السبع الأسبوع الماضي الحوثيين في اليمن بـ”التوقف فورا” عن تهديد النقل البحري والإفراج عن طاقم سفينة شحن استولوا عليها في البحر الأحمر بتاريخ 19 نوفمبر 2023
أهمية باب المندب
يطل الساحل اليمني على مضيق باب المندب، وهو ممر مائي ضيّق بين اليمن وجيبوتي عند أقصى جنوب البحر الأحمر، واصلاً إياه بخليجي عدن وبحر العرب.
يقع المضيق بين دولتي اليمن وجيبوتي، ويفصل بين قارتي آسيا وأفريقيا، كما يتوسط القارات الخمس.
ويمر عبره 10% من التجارة البحرية الدولية سنوياً من خلال مرور نحو 21 ألف سفينة. كما يمر عبره 6 ملايين برميل من النفط يومياً.
أما ما يميزه فهو أنه يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة، والبحر الأبيض المتوسط من الجهة الأخرى، عدا عن عرضه البالغ نحو 30 كم، وتقسمه جزيرة بريم اليمنية إلى قناتين، الشرقية البالغ عرضها 3 كم وعمقها 30 مترا.
ويعد أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم، إذ يعبره نحو خُمس الاستهلاك العالمي من النفط، كما أنه غني جدا بموارد الطاقة التي تعتبر شريان الحياة لأوروبا والولايات المتحدة والعالم، وفقا لدراسة نشرها موقع “south24”.
وتقدر الصادرات والمنتجات الخليجية التي تأتي من شرق آسيا وتمر عبره وكذلك ناقلات النفط بـنحو 3.5 مليون برميل يوميا تقريباً.
وزادت أهمية مضيق باب المندب بعد افتتاح قناة السويس عام 1869 والتي ربطت البحرين الأبيض والأحمر حيث بات المضيق يربط التجارة بين أوروبا وبلدان المحيط الهندي وشرق افريقيا.
كما ضاعف النفط من أهمية المضيق لما يتميز به من عرض وعمق ملائمين لمرور ناقلات النفط في الاتجاهين، ويمر عبره أكثر من 21 ألف قطعة بحرية سنويا أي حوالي 57 قطعة بحرية يوميا.
كما يتمتع المضيق بأهمية عسكرية وأمنية كبيرة وسبق أن أغلقته مصر أمام إسرائيل خلال حرب 1973 وإثر هجمات سبتمبر عام 2001 في الولايات المتحدة قامت قوة أمريكية بالعمل على تأمين الملاحة في المضيق في مواجهة تنظيم القاعدة والقراصنة في المضيق في مواجهة تنظيم القاعدة والقراصنة في المنطقة
وفي حال إغلاق المضيق الهام، فستجبر الناقلات النفط للتنقل حول القارة الأفريقية عبر رأس الرجاء الصالح بدلاً من المرور عبر قناة السويس.
و طريق راس الرجاء صالح هو أطول بنحو ثلاثة آلاف ميل بحري وتزيد تكلفة بعض الرحلات به إلى ما يصل إلى 200 ألف دولار، إلا أن رسوم عبور قناة السويس لا تزال تتراوح ما بين 400 ألف إلى 500 ألف دولار بحسب معطيات غير محينة لتحالف CMA-CGM الملاحي