أكد محمد علي الدلاعي رئيس مجمع التنمية الفلاحية بمنطقة وشتاتة من معتمدية نفزة، أن صابة ثمار شجرة الكريمة (الكاكي) ستكون هذه السنة في حدود 270 طن لتعرف تراجعا مقارنة بالموسم الماضي بعد أن كان الانتاج في حدود 340 طن.
وأوضح محمد على الدلاعي، أن التراجع الملحوظ للانتاج خلال آخر موسمين راجع بالأساس إلى موجة الحرائق إلى عرفتها منطقة وشتاتة في صائفة 2023 والتي أدت إلى اتلاف حوالي 9 هكتارات من أشجار الكريمة وتضرر جزئي لمساحات اخرى من هذه الأشجار، بالإضافة إلى نقص المياه بالمنطقة السقوية بسبب تعطل محطة الضح التي تعرضت إلى أعطاب وتأخر تزويد المنطقة السقوية بوشتاتة بمياه الري هذه الصائفة بما اضر بجودة المنتوج وحجم الثمرة وادى إلى نقص هام في الانتاج.
وأكد الدلاعي أن انتاج ثمار الكريمة في وشتاتة هو قطاع حيوي ومحرك اقتصادي يضمن مورد رزق لمختلف فلاحي المنطقة بما يتطلب المزيد الاحاطة والعناية بهذا القطاع من أجل المساهمة في تطوير الانتاج بعد أن باتت ثمار الكريمة تعرف طلبا كبيرا في السنوات الأخيرة من مختلف جهات البلاد.
وأشار إلى أن امكانية تطوير انتاج ثمار الكريمة ممكنة في وشتاتة حيث أن المساحات المستغلة حاليا لهذه الشجرة في حدود 25 هكتار من جملة 540 هكتار المساحة الجملية بالمنطقة السقوية وذلك من أجل المحافظة على خصوصية المنطقة في انتاج الكريمة وضمان مساهمة اكبر لها في التنمية الاقتصادية بمعتمدية نفزة.
وأبرز محمد علي الدلاعي أن مجمع التنمية الفلاحية بوشتاتة يعمل مع المعهد العالية للعلوم الفلاحية بشط مريم من أجل تحديد اصناف الكريمة والوصول إلى الحصول إلى شهادة في المنشأ المثبتة للأصل وهو حلم المنطقة في تحقيق هذا الهدف .
وأشار محمد علي الدلاعي إلى أن الدورة العاشرة لمهرجان الكريمة بوشتاتة ستكون خلال الاسبوع الأخير من شهر اكتوبر الجاري كما جرت العادة.
وتجدر الإشارة إلى أن منطقة وشتاتة من ولاية باجة تختص بإنتاج ثمار شجرة الكريمة منذ فترة الاستعمار حيث يرجح ان المستعمر الفرنسي أتى بها إلى المنطقة وتلاءمت مع الخصوصية المناخية للمنطقة من حيث الرطوبة وكثرة الأمطار وصارت بعد ذلك شجرة العائلة حيث اختصت العائلات هناك في غراستها والمحافظة عليها داخل المنطقة السقوية التي تعتبر الاقدم في المنطقة، حيث أحدثت منذ سنة 1938 حسب ما أكده رئيس مجمع التنمية الفلاحية بوشتاتة والذي أوضح كذلك أن تسمية الكريمة أطلقت على هذه الثمار في وشتاتة لكرم الشجرة وانتاجها الوفير والغزير فباتت تسمى بالشحرة الكريمة وصارت ثمرتها تسمى ” الكريمة” زيادة على أنها لا تتطلب مصاريف كثيرة كغيرها من الأشجار المثمرة من حيث الاسمدة والادوية خاصة وأنها غير معرضة للامراض.
وبين الدلاعي أن أحداث مهرجان للكريمة والذي يصل هذه السنة إلى دورته العاشرة ساهم بشكل كبير في التعريف بهذه الثمرة التي باتت أحد أهم خصوصيات وشتاتة ونفزة وأصبحت مطلوبة في مختلف الأسواق بعد أن تم بذل جهد للترويج لها في عدة جهات خارج ولاية باجة بالإضافة إلى تثمين قيمتها الغذائية واستعمالها في المطبخ التونسي بمشتقات متنوعة خاصة في انتاج الحلويات والعصائر والمعجون.