تواصل ظاهرة التغير المناخي بما تنطوي عليه من احتباس حراري وجفاف وشحة أمطار، تهديد التوازن البيئي في مختلف قارات العالم ومناطقه وبما فيها أوروبا، التي لطالما كانت معروفة بوفرة المياه وبطبيعتها الخضراء نتيجة أمطارها وثلوجها الغزيرة، ولكثرة أنهارها وبحيراتها ومسطحاتها المائية.
لكن خلال الأعوام القليلة الماضية بدأت هذه الصورة تتغير، حيث يتم تسجيل درجات حرارة قياسية في مختلف البلدان الأوروبية مع تراجع كبير في هطول الأمطار، وهو ما ينعكس انخفاضا حادا في مناسيب أنهار أوروبا وبحيراتها.
وتعاني في هذا السياق خصوصا بحيرة مونتبل الفرنسية، وبحيرة غاردا الإيطالية، من جفاف جزئي غير مسبوق بسبب تراجع معدلات تساقط الأمطار، حيث تظهر الصور ومقاطع الفيديو الحديثة التي تبثها الوكالات العالمية لهاتين البحيرتين، انخفاضا كبيرا في مناسيب المياه فيهما لدرجة ظهور قاع البحيرتين.
وينذر انخفاض هطول الأمطار في العديد من الدول الأوروبية هذا العام، بموجات جفاف أعتى خلال الصيف القادم، بعد المعاناة الكبيرة العام الماضي، مع ارتفاع الحرارة وحرائق الغابات والقيود على المياه نتيجة الجفاف الذي ضرب هذه الدول.