وطنية: يؤدي وزير الشؤون الخارجية الصيني " وانغ يي'' ، زيارة إلى تونس من 14 إلى 16 جانفي 2024
يؤدي وزير الشؤون الخارجية الصيني ” وانغ يي” ، زيارة إلى تونس من 14 إلى 16 جانفي 2024 في إطار جولة إفريقية تشمل كلا من مصر والطوغو والكوت ديفوار، يستهلّ بها برنامج زياراته الخارجية بعنوان 2024 في تقليد دأبت عليه الدبلوماسية الصينية منذ سنوات يتمثل في أن تكون أول زيارة خارجية لرئيس الدبلوماسية الصينية في العام الى القارة الإفريقية، في تأكيد واضح من الحكومة الصينية على الأهمية الاستراتيجية التي توليها الى إفريقيا وإلى بلدانها
ويرافق الوزير الصيني نائبا وزيري الشؤون الخارجية والتجارة ونائب رئيس الوكالة الصينية للتعاون الدولي وعدد من سامي الإطارات الصينية. ويتضمن برنامج الزيارة عددا من اللقاءات مع كبار المسؤولين التونسيين وجلسة عمل موسّعة مع وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج.
وتتزامن هذه الزيارة مع احتفال البلدين بالذكرى 60 لإرساء العلاقات الدبلوماسية بينهما (10 جانفي 1964)، حيث تعدّ تونس من أولى الدول الإفريقية التي ربطت علاقات دبلوماسية مع الصين، وكانت ضمن قائمة البلدان التي صوّتت لفائدة قرار الأمم المتحدة عدد 2758، الصادر في 25 أكتوبر 1971، الذي تم بموجبه الاعتراف بحكومة جمهورية الصين الشعبية كممثل وحيد للشعب الصيني.
واحتفاء بستينية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أعدّ الجانب التونسي برنامح احتفالات متنوع على مدار السنة، حيث تم إصدار طابع بريدي لتخليد الحدث وبرمجة جملة من الفعاليات الثقافية والسياحية التونسية في الصين.
كما تعتبر هذه الزيارة متابعة لنتائج اللقاء الثنائي الذي جمع رئيس الجمهورية مع نظيره الصيني، يوم 9 ديسمبر 2022 بالرياض، بمناسبة القمة العربية الصينية. وستكون مناسبة لاستعراض واقع العلاقات الثنائية التي تشهد ديناميكية ملحوظة خلال الفترة الأخيرة وللتباحث حول سبل تدعيمها والرفع من مستواها ولتأكيد توجهات سياسة بلادنا الخارجية القائمة على تنويع شركائها وانفتاحها على فضاءات جديدة الى جانب الشركاء التقليديين.
ويعمل الطرفان في هذا الصدد على إتمام التفاوض حول مذكرة تفاهم بين وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج والوكالة الصينية للتعاون الدولي من أجل التنمية، تكون إطارا عاما لإنجاز مشاريع تعاون بين البلدين في مجالات ذات أولوية على غرار الصحة والاقتصاد الأخضر وتكنولوجيات الاتصال ومجابهة التغيّرات المناخية.
وتجدر الإشارة إلى أنّ بيكين ستحتضن في خريف 2024 القمة الإفريقية الصينية والمنتدى العربي الصيني خلال شهر ماي 2024. ويندرج ذلك في إطار التوجهات الجديدة للخارجية الصينية ومزيد التعريف بالمبادرات التي أطلقتها الصين مؤخرا والتي يهدف أغلبها الى تكريس التضامن الدولي في مجال التنمية وتكريس مفهوم العالم متعدد الأقطاب ومفهوم العولمة الشاملة التي يستفيد منها الجميع. ويمكن الإشارة في هذا الصدد الى المبادرة الصينية حول التنمية العالمية التي أطلقها الرئيس الصيني في سبتمبر 2021، إثر جائحة كوفيد-19، وانضمت بلادنا الى مجموعة أصدقاء هذه المبادرة في سبتمبر 2022.
هذا، وقد شهدت العلاقات الثنائية دفعا واضحا إثر إرساء مشاورات سياسية بين وزارتي الشؤون الخارجية في البلدين في شهر جويلية 2017 واحتضان بلادنا اجتماع الدورة التاسعة للجنة المشتركة خلال شهر فيفري 2018 والتوقيع يوم 11 جويلية 2018 على مذكرة تفاهم بخصوص انضمام تونس لمبادرة “الحزام والطريق ” بمناسبة مشاركة وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج في الدورة الثامنة لمنتدى التعاون العربي الصيني.
وتعززت العلاقات إثر مشاركة رئيس الجمهورية في أشغال القمة الأولى لمنتدى التعاون العربي الصيني (الرياض، 09 ديسمبر 2022) والتي أجرى خلالها مقابلة مع نظيره الصيني ” شي جينبينغ “، خصّصت للتباحث حول السبل الكفيلة بالنهوض بالتعاون بين البلدين على المستوى الثنائي وفي إطار منتدى التعاون العربي-الصّيني ومنتدى التعاون الإفريقي الصّيني.
على صعيد آخر، منحت الصين بلادنا عدة هبات مكنت من إنجاز عدد من مشاريع البنية التحتية على غرار مبنى الأكاديمية الدبلوماسية الدولية والمستشفى الجامعي بصفاقس (وافق الجانب الصيني على تخصيص هبة جديدة لتمويل توسعته) ومبنى الأرشيف الوطني والمركب الثقافي والرياضي بالمنزه 6 والمركز الشبابي والرياضي ببن عروس. كما قدّمت الصين هبات متتالية لتونس بين 2020 و2022 لمعاضدتها في مكافحة جائحة كوفيد-19، في شكل كميات هامة من اللقاحات والتجهيزات الطبية، فضلا عن تمكين وزارة الصحة من اقتناء اللقاحات بأسعار تفاضلية.
ويرتبط البلدان باتفاقيات وبرامج تعاون في مجالات الصحة والشباب والرياضة والأمن والدفاع. وشهدت المبادلات التجارية نسقا تصاعديا، حيث ارتقت الصين إلى مرتبة الشريك التجاري الرابع لتونس بعد فرنسا وإيطاليا وألمانيا.
كما مثلت الصين إلى غاية سنة 2019 أهم سوق آسيوية للسياحة التونسية، حيث بلغ عدد السيّاح الصينيين الذين زاروا تونس 32 ألف سائحا. وقد انقطعت تدفقات السياح الصينيين سنة 2020 بسبب جائحة ” الكوفيد “، حيث تعمل وزارة السياحة على استرجاع هذه السوق خاصة إثر القرار الصيني بإعادة إدراج تونس ضمن الوجهات المعترف بها رسميا للسياح الصينيين في شهر أوت 2023 وموافقة تونس في شهر سبتمبر 2023 على طلب الجانب الصيني إعادة العمل بقرار إعفاء السياح الصينيين من تأشيرة الدخول إلى التراب التونسي.