تونس الان
حصدت حلقة البارحة من برنامج “يستحق” الذي يقدمه جعفر القاسمي ملايين المشاهدات والتفاعلات. بعد عرض قصة عبد الرحمان وحليمة طفلان يعانيان من مرض نادر جعلهما عرضة للتنمر وهدفا للسخرية والاستهزاء الامر الذي زادا من معانتهما.
حلقة “يستحق” كانت استثنائية بكل المقاييس، وهذا ما يستشف من تعليقات ومتابعات التونسيين الذين اعربوا عن استعداداتهم المادية والمعنوية للتكفل بحالتي “عبد الرحمان وحليمة” .
عبد الرحمان طفل في الرابعة عشر من عمره يزن 190 كلغ وتزن شقيقته خليمة ذات ال17 ربيعا 210 كلغ ، حليمة وعبد الرحمان عانا كثيرا من مرضهما واتعبا العائلة أيضا لكنهما لم يقطعا الامل وكما قالت حليمة “الامل في الله”
عانا الطفلان العديد من الصعوبات نتيجة التنمر الذي تعرضا له في المدرسة ما أجبر عبد الرحمان على مغادرة مقاعد الدراسة في سن مبكرة جدا
عبد الرحمان لم يحرمه المرض الحق في التعلم بل حتى الحق في الحلم فكلماته قشعرت لها الابدان “احلامي الكل طاحو في ماء غارق ..الصحة مخلاتنيش نحلم بركت على صغر سني “ مرض وتنمر اثقلا الحمل على عبد الرحمان ومن هنا نأتي لهذه الظاهرة ، التي تحمل الكثير من الصعوبات نفسية التي تتراكم على مر السنين، وتظل آثارها واضحة ولا تمحى.
وقد أكد جعفر القاسمي بعد بث الحلقة أن آثار التنمر لا تزال تحاصره، حيث يحمل أثقال السمنة التي كان يعاني منها، ويظل حزينًا حين يلاحظ زيادة وزن ابنه. تكشف هذه التصريحات عن عمق وجع التنمر وآثاره التي تبقى عالقة في الذاكرة.
الحلقة أثارت عاصفة في قلوب التونسيين، حيث اندفع الجميع بشغف للبحث في سبل مد يد العون لهذا الطفل يحلم الفتى البالغ من العمر 14 عامًا بأمنيات تبدو في البداية بسيطة.
الطفل يتمنى فقط أن يرتدي سروال جينز وحذاء.
وفق ما كشفه طبيب عبد الرحمان فإن مرض الشقيقين نادر ورحلة التشخيص استمرت 4 سنوات لكن لم يكن هناك علاج متوفر لمثل حالته والتدخل الجراحي غير منصوح به الا أنه سنة 2022 تم اكتشاف دواء فعال لعلاج مرض عبد الرحمان وشقيقته
ووجه الطبيب دعوة لكل من في قلبه رأفة من أطباء في الخارج أو مراكز بحثية لتوفير العلاج للشقيقين الذي من شأنه أن يعيد لهم الحلم والأمل
الكورة الان في ملعبنا جميعا لنساعد الأخوين للخروج من سجنهم الحياتي ونفتح لهم أبواب الامل فعبد الرحمان يستحق أن يحيا بلا اكتئاب، بل بلا خوف من خطوة الخروج إلى العالم الخارجي وحليمة تستحق أن ترسم وجها كاملا ضاحكا متفائلا حالما يشع نورا وفرحا
كما أنه لزاما علينا اليوم أن نسلط المزيد من الضوء على ظاهرة التنمر حتى ننقذ أطفالنا من الامها فوفقا لإحصائيات المنظمة العالمية للصحة يتعرض حوالي 1 من كل 3 تلاميذ للتنمر المدرسي في مرحلة ما من حياتهم الدراسية، ويتضرر حوالي 130 مليون طفل سنويًا.
ووفقًا لتقرير لليونيسف، فإن التنمر المدرسي يؤثر بشكل أكبر على الفتيات بمعدل 18 في المئة مقارنة بالأولاد الذين يتعرضون للتنمر بمعدل 14 في المئة.