أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العملية العسكرية الروسية في […]
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا مستمرة بنجاح، مشددا على أن سعي كييف للحصول على ترسانة نووية شكّل خطرا وجوديا على روسيا.
وحمل بوتين في مستهل اجتماع حكومي ترأسه اليوم الأربعاء الحكومة الأوكرانية المسؤولية عن تقويض جهود التسوية في دونباس، مضيفا أن سكان جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك على مدى ثماني سنوات تعرضوا “لإبادة جماعية حقيقية وممارسة الأساليب الوحشية ضدهم، ومنها الحصار والأعمال الانتقامية والإرهابية والقصف المتواصل”.
وقال: “بودي الإشارة إلى أن أوكرانيا بتحريض من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية، كانت تستعد بشكل ممنهج لسيناريو استخدام القوة وارتكاب مذبحة دموية والتطهير العرقي في دونباس. كان شن أوكرانيا هجمات واسعة على دونباس ثم على القرم مسألة وقت لا أكثر، وأحبطت قواتنا المسلحة هذه المخططات”.
وتابع بوتين أن الحكومة الأوكرانية لم تكن تستعد للحرب والعدوان على روسيا ودونباس فحسب بل بدأته.
وقال: “لم تتوقف محاولات تنفيذ عمليات تخريبية وحشد شبكة إرهابية في القرم، وفي السنوات الماضية تواصل القتال في دونباس وقصف مناطق سكنية، وقتل خلال هذه الفترة قرابة 14 ألف مدني بمن فيهم الأطفال”.
وأشار بوتين إلى أن تصريحات الحكومة الأوكرانية عن نيتها خلق ترسانة نووية ووسائل إيصال لها “كانت تشكل خطرا حقيقيا على روسيا”.
وتابع: “كان بوسع النظام النازي في كييف بدعم تقني من الخارج الحصول في المستقبل المنظور على أسلحة دمار شامل، وكانت روسيا هدفا له بطبيعة الحال”.
وأضاف بوتين أن عشرات الاختبارات أجريت في أوكرانيا برعاية وتمويل البنتاغون لتطوير برامج بيولوجية عسكرية، بما يشمل تجارب باستخدام عينات فيروسية فتاكة، منها كورونا والجمرة الخبيثة والكوليرا وغيرها.
وأضاف: “يحاولون الآن محو آثار هذه البرامج السرية، لكن لدينا أرضية للترجيح أن العمل جرى في أوكرانيا على مقربة مباشرة من روسيا لإنتاج مكونات الأسلحة البيولوجية”.
واتهم الرئيس الروسي حكومة أوكرانيا وداعميها في الولايات المتحدة وحلف الناتو بأنهم “تجاهلوا بوقاحة تحذيرات موسكو المتكررة من أن هذه التطورات تشكل خطرا مباشرا على أمن روسيا… وهكذا استنفدت الفرص الدبلوماسية بالكامل، ولم يتركوا لنا أي خيار للحل ما اضطرنا إلى بدء عمليتنا العسكرية الخاصة”.
وشدد بوتين على أنه لم يكن بوسع روسيا الاقتصار في عمليتها العسكرية على منطقة دونباس وحدها، وقال: “لو تصرفت قواتنا في أراضي الجمهوريتين الشعبيتين فقط لمساعدتهما في تحرير أراضيهما، لما كان ذلك سيؤدي إلى حل نهائي وإحلال سلام واستئصال التهديدات لبلادنا.. بل بالعكس كان سيسفر ذلك بظهور خط جبهة جديد حول دونباس وعلى طول حدودها مع تواصل القصف والاستفزازات”.
وحمل بوتين الحكومة الأوكرانية المسؤولية عن اندلاع القتال، قائلا إن روسيا اقترحت قبل بدء عمليتها على كييف الامتناع عن الانخراط في القتال وسحب قواتها من دونباس “لتفادي إراقة الدماء غير المبررة”.
وأشار بوتين إلى أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا “تتواصل بنجاح بالتوافق الصارم مع الخطط الموضوعة”، معربا عن ثقته بأن التكتيكات التي اختارتها وزارة الدفاع وهيئة الأركان الروسيتان “أثبتت فعاليتها”.
وتابع بوتين أن العسكريين الروس يفعلون كل ما بوسعهم لتفادي سقوط خسائر بين المدنيين في أوكرانيا، مؤكدا أن وصول القوات الروسية إلى مشارف كييف ومدن أوكرانية أخرى لا يعني وجود خطط لدى موسكو لاحتلال أوكرانيا.
وتابع: “يبدو لنا أن الرعاة الغربيين يدفعون سلطات كييف إلى مواصلة إراقة الدماء، ويصدرون إليها شحنات جديدة من الأسلحة ويزودونها بمعطيات استخباراتية ويقدمون إليها أنواعا أخرى من الدعم، منها إرسال مستشارين عسكريين ومرتزقة”.
ووصف بوتين الضربة الصاروخية التي أودت بأرواح 21 شخصا على الأقل في وسط مدينة دونيتسك في 14 مارس بأنها كانت “عملا إرهابيا دمويا”، وكذب إعلان كييف عن أن هذا الهجوم نفذ من قبل روسيا.
وحذر بوتين من أن عمليات القصف العشوائي كهذه تتواصل طيلة الأيام الأخيرة، مقارنا الجيش الأوكراني بـ”الفاشيين الذين حاولوا في الأيام الأخيرة من الرايخ الثالث قتل أكبر عدد ممكن من الضحايا الأبرياء”.
وأعرب الرئيس الروسي عن استغرابه إزاء عدم إبداء “العالم الغربي المتحضر” ووسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية أي اهتمام بهذا الهجوم الصاروخي، محملا إياها المسؤولية عن “صرف الأنظار على مدى السنوات الثماني الأخيرة” عما جرى في دونباس.
وقال: “دون أدنى شك سنحقق كافة الأهداف المطروحة وسنضمن بشكل تام أمن روسيا وشعبنا ولن نسمح أبدا بأن تكون أوكرانيا منطلقا للعدوان على بلادنا”.