سياسة: تفاقم خطر عودة الإرهابيين وخلياهم النائمة في تونس ومراكزهم في الغرب الليبي حيث لتركيا تواجد عسكري كبير على حدودنا
اصدر حزب التيار الشعبي بيانا على خلفية الاحداث الاخيرة في سوريا ، ختمه بدعوة السلطات التونسية وعموم الشعب التونسي إلى “تعزيز الجبهة الداخلية ورص الصفوف،امام التحديات الجسيمة التي تواجهنا وخاصة تفاقم خطر عودة الإرهابيين وخلياهم النائمة في تونس ومراكزهم في الغرب الليبي حيث لتركيا تواجد عسكري كبير على حدودنا”.
ودعا الحزب السلطات الى “رفع درجة اليقظة والعمل على تعبئة الشعب التونسي وقواه ونخبه الوطنية المناهضة للهيمنة والإرهاب والرجعية والرفع من درجة التنسيق مع دول الجوار وخاصة الشقيقة الجزائر المستهدفة بدورها بمشروع الفوضى والتقسيم لصون سيادة بلادنا وأمنها ووحدتها الترابية”.
وفي ما يلي حزب التيار الشعبي الذي تلقت “تونس الان” نسخة منه :
“بعد أكثر من 13 عاما من الحرب الدامية التي شنت على سورية بمختلف الأساليب والوسائط من الإرهاب والحرب الأهلية إلى القصف المباشر من قوى دولية و إقليمية على رأسها الكيان الصهــ ـيوني و أمريكا و تركيا وإقتطاع أراضي سورية لصالح جماعات إرهابية وإنفصالية إلى جانب الخنق الاقتصادي الشامل،وترافق هذا مع العجز عن انتاج حل سياسي حقيقي ينهي الصراع الداخلي ويفتح أفقا للشعب والجيش ويخفف من حدة الأزمة الطاحنة التي فرضت على سورية لفترة طويلة،وقد لعبت أمريكا وتركيا والعدو الصهـ ـيوني ايضا دورا كبيرا في منع إنجاز أي حل سياسي فهم الماسكون بزمام هذه الجماعات واستمروا في استنزاف الدولة والجيش والشعب بشتى الوسائل إلى أن إنهار النظام السوري يوم الأحد 8 ديسمبر بعد الهجوم الأخير في هذه الحرب الطويلة والذي بدأ مباشرة بعد إعلان وقف إطلاق النار بين العدو الصهيوني والمقاومة الإسلامية اللبنانية وبتهديد رسمي من قبل رئيس وزراء العدو الصهــ يوني لسورية.
وأمام هذا المستجد الكبير والخطير في سورية والوطن العربي يهم التيار الشعبي أن يؤكد على ما يلي:
*إن سورية ليست دولة عادية ولا هامشية في الوطن العربي بل هي مركز الثقل الإستراتيجي و خط الدفاع الرئيسي على الأمة العربية عبر تاريخها الطويل،وقد حملت سورية على عاتقها استمرار مشروع المقــ ـاومة العربية ضد كيان العدو الصهــ ـيوني بعد معاهدة كامب ديفد و خروج مصر من الصراع نهائيا.
وبرغم كل أخطاء النظام في إدارة الشأن الداخلي،حيث كان جزءا من النظام الرسمي العربي على المستوى السياسي مما أدى إلى هشاشة في البيئة الداخلية العربية إستغلتها القوى الخارجية والقوى الرجعية والإرهابية لبناء حواضن شعبية مما أدى إلى موجات عنف و تدمير طال كل الأقطار العربية بلا إستثناء. وإن لم تكن سورية استثناء في هذا ولكنها كانت استثناء في دعم المقــ ـاومة وعدم التفريط في الثوابت الوطنية والقومية في مواجهة العدو وإحتضنت سورية كل فصائل المقـ ـاومة ودعمتها في فلسطين ولبنان حتى الفصائل الأكثر تناقضا اديولوجيا مع النظام،بما أتاحت لها إمكانياتها الإقليمية في معركة تحتاج جهد أمة بأسرها.
*إن سقوط سورية بيد غرفة الحرب الأمريكية الإسرائيلية التركية هو ضربة قوية لمشروع المقــ ـاومة ضد العدو الصــ ـهيوني سيتطلب الأمر وقتا لتداركها وهو كذلك بمثابة الإنهيار التام لمنظومة الأمن القومي العربي وإنكشافها تماما،حيث بات العدو الصهــ ـيوني يتحرك برا وجوا وبحرية تامة من الفرات شرقا إلى صحراء سيناء غربا إلى الجزيرة العربية جنوبا،وباتت تركيا المتحكم الرئيسي في أهم مجال إستراتيجي في الوطن العربي.
أما دوليا فإن سقوط سورية شكل منعرجا تراجعيا حدا لكل القوى الدولية والإقليمية المناهضة للهيمنة الأمريكية والتي سعت لعقود طويلة إلى الحد من هذه الهيمنة وبناء عالم متعدد الأقطاب فهذا السقوط أعاد التوازن الدولي إلى الوراء وضيع تضحيات شعوب ودول وحركات تحررية في كل أصقاع العالم كانت تراهن على الحد من الهيمنة الأمريكية وبناء توازن دولي يمكن هذه الشعوب من هامش للدفاع على مصالحها و تطوير مقــ ـاومتها حتى الإطاحة بالهيمنة نهائيا.
- سقوط سورية يمثل إنهيارا لتوازنات جيوسياسية في المنطقة و العالم المستفيد الأول هو العدو الصهيــ ـوني و المشروع الإمبريالي في المنطقة والعالم.
- إن أولى تجليات سقوط الدولة في سورية وليس نظام الحكم فقط هو أن التحالف الرباعي المكون من أمريكا والعدو
الصهــ ـيوني والتركي وأدواتهم الإرهابية يقوم بإبادة الجيش السوري عتادا وأفرادا إبادة شاملة وبقيت سورية عمليا دولة منزوعة السلاح تتقاسمها مجموعات إرهابية وإنفصالية وأخرى ستولد على طول الجغرافيا السورية حيث تحولت هذه الدولة إلى بيئة مواتية لكل أنواع التنظيمات بل ولأشدها خطرا على الأمن القومي العربي. - إن إبادة الجيش السوري أفرادا و معدات و تقدم العدو في الأراضي السورية للسيطرة بالنار على كل الجنوب السوري في انتظار تركيز جيش لحد جديد هناك هو ضمن الصفقة الدولية الإقليمية التي تعطي الجنوب لإسرائيل وسيتم تقسيم بقية الجغرافيا السورية إلى ثلاث كنتونات يحاصرها جميعا ممر داوود الذي يربط كيان العدو بشرق سوريا،و قد عبر رئيس وزراء العدو علنا أنه لن تبقى سوريا موحدة.
ونتيجة لكل هذا : - نحذر الأنظمة والجماهير العربية،من أن المشروع الصهــ ـيوني في إعادة تشكيل المنطقة وتقسيم الدول العربية بعد اسقاط سورية يكون قد خطى خطوته الرئيسية نحو مصر التي تحاصرها الفوضى من كل جانب ناهيك عن عشرات الألاف من الإرهابيين من شتى أصقاع العالم المدربين والمسلحين بأكثر الأسلحة تطورا والذين سيسعى الأتراك والعدو الصهيوني لاستغلالهم وإشغالهم في مهام جديدة حتى استكمال رسم خرائط الدم من العراق والخليج العربي والمغرب العربي حتى مصر وهي الجائزة الكبرى كما تؤكد ذلك كل مخططات العدو والتي بات المجرم نتنياهو يعلنها علنا في المنابر الدولية.
- يؤكد التيار الشعبي على أن الشعب السوري العظيم لن يفرط في سوريا قلب العروبة مهما كانت التضحيات ومها كان التضليل فالعراق نهض وقــ ـاوم سنوات طوال وليبيا يقــ ـاوم شعبها منذ 2011 مشاريع تصفيتها كدولة وشعب واليمن تقـ ـاوم بلا هوادة مشروع التقسيم وغيرهم من اقطار امتنا،فالشعب الذي واجه الغزو الصليبي والعثماني والإستعمار والصهــ ـيونية و كان مهد الفكر العربي التحرري سرعان ما سيستعيد توازنه وسيواجه كل مخططات الصهينة والتتريك والتقسيم،لذلك نؤكد ان نظام الحكم وطبيعته هو من شأن السوريين ولكن سورية الدور والتاريخ هي شأن السوريين والأمة العربية فهي عاصمتها وقلبها النابض وستظل كذلك ومهمة الحفاظ عليها مهمة عربية بامتياز حتى تبقى موحدة وتلعب دورها كاملا في صياغة مستقبل أمتها.
- ندعو السلطات التونسية وعموم الشعب التونسي الذي نكبر وعيه بحجم المخاطر إلى تعزيز الجبهة الداخلية ورص الصفوف،امام التحديات الجسيمة التي تواجهنا وخاصة تفاقم خطر عودة الإرهابيين وخلياهم النائمة في تونس ومراكزهم في الغرب الليبي حيث لتركيا تواجد عسكري كبير على حدودنا وندعو السلطات الى رفع درجة اليقظة والعمل على تعبئة الشعب التونسي وقواه ونخبه الوطنية المناهضة للهيمنة والإرهاب والرجعية والرفع من درجة التنسيق مع دول الجوار وخاصة الشقيقة الجزائر المستهدفة بدورها بمشروع الفوضى والتقسيم لصون سيادة بلادنا وأمنها ووحدتها الترابية”.